تونس – سامي السلامي: نشرت كتيبة "عقبة بن نافع" فيديو يظهر بوضوح تام مراحل هجوم هنشير التلة الارهابي بمرتفعات جبال الشعانبي في محافظة القصرين الذي خلّف سقوط 15 شهيدا وجرح 23 من عناصر الجيش التونسي كأضخم خسارة في الأرواح تكبدّها الجيش التونسي في حربه على الارهاب. وفي تصريح خاص لـ"المستقبل"، أكدت رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية والعسكرية وأستاذة علم الاجتماع بدرة قعلول، أنّ نشر الفيديو في هذا الوقت بالذات رغم مرور قرابة العام على الهجوم الارهابي الذي استهدف جنود الجيش التونسي في شهر رمضان خلال موعد الافطار، يثبت أنّ الكتيبة الارهابية التي تعتبر أحد أكبر فروع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي تعيش حالة تخبط وأنّ الخناق قد اشتد عليها. وأوضحت بدرة قعلول أنّ الغاية من نشر الفيديو هو بث الرعب في نفوس التونسيين وإظهار بطولات العناصر الإرهابية المتخفية بغطاء الإسلام، واللعب على العواطف عبر الصورة وعبر الحرب النفسية. كما أضافت أنّ طريقة إخراج الجناح الإعلامي لكتيبة عقبة بن نافع للفيدو هي طريقة احترافية، يراد منها رد الاعتبار للكتيبة التي تكبدت في الآونة الأخيرة خسائر جسيمة، وتوجيه رسالة للمؤسستين الأمنية والعسكرية بأنّ الكتيبة لم تنتهي بمقتل زعيمها لقمان أبو صخر الجزائري الجنسية الذي قضت عليه عناصر الأمن التونسي في محافظة قفصة جنوب جنوب غرب البلاد قبل أكثر من شهر. وتعتبر كتيبة عقبة بن نافع مجموعة جهادية مسلحة تتحصن منذ نهاية 2012 بمرتفاعات جبال الشعانبي من الحدود بين تونس والجزائر. وقد خططت بحسب السلطات التونسية لإقامة "أول إمارة إسلامية" في شمال أفريقيا بعد "الثورة" التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. كما أنّها متورطة في عديد الأعمال الإرهابية ومختصة في استهداف الدوريات الأمنية والعسكرية، وقد وجهت لها السلطات التونسية مسؤولة الهجوم الدموي الذي استهدف متحف باردو في 18 آذار/مارس وأسفر عن مقتل 22 شخصا بينهم 21 سائحا أجنبيا، مع أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تبنى هذه العملية. "/المستقبل/" انتهى ا.ع . |
المصدر : المستقبل