المغرب – محمد ياسين: أعرب المغرب عن رفضه القاطع لأي تدخل للاتحاد الإفريقي في قضية الصحراء. ووصف مبادرة الاتحاد الإفريقي الرامية إلى تفاعل مبعوثه الخاص مع مجلس الأمن بأنها "مجرد مناورة" للتدخل في هذا النزاع الإقيلمي، واعتبرها غير مقبولة، وهدد من إ أن أي محاولة لإقحام الاتحاد الإفريقي في هذا الملف، أو إيلائه أي دور أو فضاء للتحرك ستكون عواقبها وخيمة على الجهود الأممية في قضية الصحراء. وجاء الرفض المغربي لمبادرة الاتحاد في الرسالة التي وجهها وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، صلاح الدين مزوار، إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس الأربعاء. وكانت لهجة رئيس الدبلوماسية المغربية واضحة حيث عبر عن "الرفض القاطع للمملكة المغربية لأي دور أو تدخل، كيفما كان شكله، للاتحاد الإفريقي في ملف في الصحراء"، ردا على المذكرة التي رفعتها لجنة الاتحاد الإفريقي، باعتماد ممثله، جواكيم شيسانو، للتفاعل مع مجلس الأمن. وتقول رسالة الخارجية المغربية للأمين العام للأمم المتحدة، تتوفر المستقبل على نسخة منها، إنه سبق وتم توضيح الموقف الثابت للمغرب "ضد المحاولات المتكررة لتدخل الاتحاد الإفريقي في قضية الصحراء المغربية"، مذكرة برسالة الملك محمد السادس إلى بان كيمون في يونيو (حزيران) 2013، ورسالة الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون، في 26 دجنبر (كانون الأول) من نفس السنة، ومذكرة الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، في يونيو (حزيران) و يوليو 2014. أسباب الرفض وينبني الرفض المغربي لتدخل الاتحاد الإفريقي، الذي لم يعد عضوا به منذ قبول عضوية الجمهورية الصحراوية التي تنازعه الصحراء في ثمانينات القرن الماضي، على أن مسلسل المفاوضات السياسية حول قضية الصحراء المغربية يخضع بشكل حصري للإشراف الأممي. وإشراف الأمم المتحدة على هذا الملف يأتي عقب الإخفاقات المتتالية لمنظمة الوحدة الإفريقية في تدبير هذا النزاع. وتضيف رسالة المغرب إلى الأمين العام للأمم المتحدة "أن الاتحاد الإفريقي فقد كل مصداقيته حول قضية الصحراء، بالنظر إلى مواقفه المتناقضة مع ركائز المسلسل الأممي الرامي إلى التفاوض بشأن حل سياسي مقبول من جميع الأطراف، بناء على الواقعية وروح التوافق. وحسب مضمون رسالة المغرب فإن الاتحاد الأفريقي "تجرد من كل حياد منذ أن اتخذ بكل وضوح موقفا لصالح الأطراف الأخرى، من خلال إطلاق حملة شرسة ومستمرة ضد المملكة المغربية، وتبني أطروحات الجزائر و"البوليساريو". وفضلا عن ذلك فإن الاتحاد الافريقي "قدم حكما مسبقا، وبطريقة منحازة، عن نتيجة المفاوضات السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، من خلال قبوله انضمام كيان ليست له أية صفة من مقومات السيادة". وخلص وزير الخارجية والتعاون المغربي بالتهديد بأن أي محاولة ترمي لإقحام الاتحاد الإفريقي في هذا ملف النزاع في الصحراء، أو إيلائه أي دور أو فضاء للتحرك، ستكون عواقبها وخيمة على الجهود الأممية في الملف. انتهى ا.ع . |
المصدر : المستقبل