تونس- رهن الخبير في السياسة الدولية ورئيس مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية للعالم العربي أحمد البرقاوي كسب تونس لحربها على الارهاب بتطور الاوضاع في المنطقة المحيطة بها. وأوضح البرقاوي، في محادثة مع مراسل المستقبل بتونس، أن تونس جديدة العهد بالارهاب مشيرا الى انها "لاتمتلك"، في الوقت الراهن، الوسائل والخبرات التي تجعلها قادرة على "صد المجموعات الارهابية بالنجاعة المرجوة". وتوقع الخبير التونسي ان تكون خسائر هذه الحرب "باهضة" ماديا وعلى مستوى الارواح ايضا مبرزا ان "الحكومة التونسية لا يمكنها فعل الكثير لان الامر يتطلب تقنيات حديثة وعمليات استخباراتية ناجعة وتنسيق دولي عال مع المراقبة المستمرة للحدود". وذهب البرقا وي الى اعتبار الوضع الدولي "بات اكثر هشاشة" امام الارهاب ليصبح العمل وفق الامكانيات الخاصة لكل دولة على حدة "غير مجد" مما يستدعي تكثيف التعاون الاقليمي الدولي. من جهته ابرز الخبير العسكري التونسي العقيد مختار بن نصر في تصريح خاص لـ"المستقبل" ان تونس "تملك من الخبرات والكفاءات ما يؤهلها لكسب المعركة ضد الجماعات الارهابية لكن يبقى النقص مرتبط فقط بالتجهيزات المتطوة". وذكر بن نصر بالمهمات التي اداها الجيش التونسي في العديد من الدول على غرار الكونغو وجيبوتي ورواندا وكمبوديا، أين قام بتأمين انتخاباتها ، وغيرها من البلدان. واعتبر الخبير ان الحرب على الارهاب "قرار سياسي" وهو ما تم في تونس التي اعلنت الحرب ضد هذه الظاهرة مشددا على ضرورة مشاركة كل الحساسيات التونسية في هذا التحدي. وبين أهمية صياغة استراتيجية متعددة الابعاد "للقضاء على هذا العدو" عبر استنفار الاعلام والمجتمع المدني ونشر الوعي بخطورة الارهاب مع النهوض بالمناطق الداخلية ومحاربة الفقر والتهميش ليكون الأمن شاملا. أما مديرة مكتب تونس لمنظمة هيومن رايتس ووتش امنة القلالي فربطت في حديثها لـ"المستقبل" انتصار تونس على الارهاب بالنجاح في "ايجاد معادلة بين حقوق الانسان وارساء الأمن" وهو ما يتطلب خطابا سياسيا واعلاميا متوازنا، حسب تعبيرها. واعتبرت القلالي أن الخطاب في تونس، في الوقت الراهن، "يبرر العديد من الانتهاكات في مجال حقوق الانسان". وأكدت المسؤولة الاممية على ضرورة القيام باصلاحات في المنظومة الامنية من خلال معالجة ناجعة للاخلالات واحترام ضوابط الحقوق والحريات. واعتبرت القلالي ان من أهم المطالب، التي رفعت بعد ثورة 14 جانفي 2011، هي اصلاح المنظومة الامنية "لكنها ظلت دون تفعيل" مشيرة الى وجوب اعتماد مقاربة عقلانية وواعية من اجل اجتثاث الارهاب الذي اصبح متشعبا إذ تتقاطع فيه مسالك التمويل والتسيير والتنفيذ. ج.ر |