بعد سنة ونصف من المفاوضات الشاقة، خرج الدخان الابيض من لوزان مساء امس حيث أُعلن ان دول 5+1 توصلت الى اتفاق مبدئي مع ايران حول برنامجها النووي، لتنتهي بذلك حقبة من المواجهات بين طهران والغرب استمرت لعقود.

لم يكد الاتفاق المبدئي يُبصر النور حتى سارعت اسرائيل الى انتقاده قائلة انه يهدد وجودها. وفي اتصال مع الرئيس الاميركي باراك اوباما قال رئيس الوزراء الاسرائيلي  بنيامين نتانياهو ان "هذه الصفقة ستشرع برنامج ايران النووي وتعزز اقتصادها وستزيد عدوانها وتهدد وجود اسرائيل".

وطالب نتنياهو بـ "الاستمرار في الضغط على طهران عبر العقوبات عليها للوصول الى صفقة افضل".

موقف لم تجاريه فيه الدول الغربية التي اعلنت تباعا تأييدها لهذا الاتفاق، فأعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن تفاؤله بشأن الاتفاق النووي المبدئي بين ايران والقوى العالمية الست معتبراً أن هذا الاتفاق سينهي الأزمات والمواجهات النووية بين طهران والغرب. لكنه اشار الى انه لا يزال هناك الكثير من التفاصيل الفنية وغيرها من المسائل التي تحتاج لعمل" بما في ذلك احتمال رفع حظر أسلحة فرضته الأمم المتحدة وتحديث مفاعل أراك الذي يعمل بالماء الثقيل وموقع فوردو تحت الأرض.

بدورها أشادت بريطانيا بالاتفاق المبدئي الذي ارسى المعايير الاساسية لاتفاق شامل بشأن البرنامج النووي الايراني حسب تعبير وزير الخارجية فيليب هاموند.

وقال ان هذا الاتفاق يتجاوز كثيرا ما اعتقدناه قبل 18 شهرا من امكانية التوصل الى هكذا اتفاق واصفا ايه بالجيد جدا.

تفاهم تاريخي بين واشنطن وطهران

سارعت طهران على لسان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى اعلان رفع العقوبات عنها عقب التوصل الى الاتفاق المبدئي.

 وقال ظريف ان جميع العقوبات المفروضة على بلاده من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي سيتم رفعها بعد عقد اتفاقية شاملة حول البرنامج النووي معربا عن ثقته بأن الاتفاقية مع إيران ستؤكد للجميع أن البرنامج النووي الإيراني كان وسيبقى سلميا بحتا.

لكنه اشار الى وجود خلافات جدية لا تزال عالقة بين طهران وواشنطن، لكنه عبر عن قناعته بأن يواصل الطرفان عملهما من أجل الوصول إلى بلورة الاتفاق.

أما الرئيس الاميركي باراك أوباما فوصف الاتفاق بأنه "تفاهم تاريخي" معتبرا ان الاتفاق مع إيران، إذا تم بحلول نهاية يونيو/حزيران، سيجعل الولايات المتحدة وحلفاءها والعالم بأثره أكثر أمناً.

نص الاتفاق

وتنص مسودة الاتفاق النهائي، على تقييد قدرات ايران في تخصيب اليورانيوم، اذ ستواصل التخصيب في مركز نطنز فقط، أما منشأة فوردو النووية فسيتم تحويلها إلى مركز علمي.

أما مخزون إيران من اليورانيوم المخصب سيتم نقله إلى خارج البلاد، وستتطلب الاتفاقية بين "5+1" وإيران  تصديقها من قبل مجلس الأمن الدولي.

كما ان قدرات التخصيب ومخزون إيران سيكون محدودا".

ومن المتوقع الانتهاء من الاتفاق النهائي الشامل بحلول 30 يونيو/حزيران.

انتهى ع.د