كارثة حقيقية يعيشها قطاع غزة جراء تلوث 97% من مياه الشرب التي يستخدمها السكان هناك، والتي امتزجت بمياه الصرف الصحي.

لم نعد امام كارثة بيئية بل كارثة انسانية تطال حياة مئات الاف الفلسطينيين في غزة، ناهيك عن مياه الاستخدام التي تعاني من الشح اذ لا يحصل الفرد الفلسطيني الا على 70 لتر يوميا وهو اقل من المعايير الدولية التي يجب ان يحصل الفرد فيها على 150 لتر يوميا للاستهلاك.  

تلوث المياه.. والاحتلال

لم يكف الفلسطينيون ما يعانوه جراء الاحتلال والاعتداء والاستهداف، وجراء الحصار حتى زادت مشكلة المياه ازمتهم وفاقمت معاناتهم حيث بدأت تتعالى صيحات في الداخل الفلسطيني تدعو لضرورة حل هذه المشكلة المتفاقمة حتى لا يصبح قطاع غزة في الـ"2016" امام كارثة إنسانية وبيئية ومائية حسب ما حذرت منه مصلحة مياه بلدية الساحل.

فالفرد في غزة لا يحصل الا على نصف حقه حيث يصل متوسط معدل المياه إلى 70 لترا لكل فرد يومياً، والذي يعتبر أقل من المعايير الدولية المطلوبة.

فما بالنا في ال 2020 إذ تُقدر دائرة الإحصاء المركزي ان يزيد عدد سكان قطاع غزة عن3,362,336 نسمة، ما يتسدعي طلبا اكبر على المياه. فمن اين يمكن ان يحصل عليه القطاع في ظل الحصار؟ مسألة لا تزال قيد الدراسة.

أما التلوث فحدث ولا حرج، تبدأ باحتواء 97% من المياه على نسب مرتفعة جدا من الاملاح النترات والكلورايد نتيجة السحب الجائر من الخزان الجوفي والذي يؤدي إلى زيادة تداخل مياه البحر ولا تنتهي عند اختلاطها بمياه الصرف الصحي.

ويعود أصل الأزمة إلى الاستنزاف الاسرائيلي لمياه الخزان الجوفي والاعتداءات المستمرة على ابار المياه وكذلك الحصار الذي أدى إلى توقف مشاريع تحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف.

ويتخوف السكان من ان تؤدي المياه المالحة وغير الصالحة للشرب، الى أمراض على المدى البعيد."

القطاع يتغذى على الخزان الجوفي

فالخزان الجوفي الساحلي هو المصدر الوحيد للمياه الذي يغذي قطاع غزة ويعتاش عليه أكثر من مليون وثمانمائة ألف نسمة.

يستهلك القطاع من مياه الخزان ما يقارب مائة وسبعين مليون متر مكعب سنويا ( 90 مليون متر مكعب للاستهلاك الآدمي و80 مليون متر مكعب للاستهلاك الزراعي). وتشكل الأمطار المصدر الوحيد الذي يغذي الخزان الجوفي بالمياه الصالحة للشرب وهي محدودة جداً نظراً لطبيعة المنطقة الجافة.

أما الطامة الكبرى فهو ان معدل الاستهلاك يفوق ثلاثة أضعاف معدل تغذية الخزان الجوفي ومن هنا تبدأ الكارثة. كما ان الخزان يعاني التملّح والتلوث بسبب الاستخدام الجائر لمياهه , وتسرب الكثير من الملوثات من مصادر عديدة ابرزها مياه الصرف الصحي، مما جعل نسبة كبيرة جداً من المياه تصل للمستهلك غير صالحة للشرب حسب المعايير العالمية.

بعض الاحياء تفتقر للمياه بشكل كامل

تفتقر بعض الاحياء والمناطق السكنية في غزة الى المياه التي لا تصلها اصلا. اما اسباب ذلك يرجعها مسؤولون في غزة الى ضعف كفاءة شبكات توزيع المياه والتي لا تتجاوز 55 % وقد تكون أقل في بعض المناطق لعدم تمكن السلطات من تغييرها جراء الاحتلال، والحصار المفروض على القطاع، وهذا يعود إما لتلف فيزيائي في شبكات المياه، أو لوجود بعض الممارسات الغير قانونية التي يتعمد بعض المخالفين ارتكابها، وبسبب ذلك فإن متوسط معدل المياه يصل إلى اقل من 70 لتر لكل فرد يومياً.

ويشتكي المواطنون في هذه المناطق من هذا الوضع الذي يزداد صعوبة مع مرور الايام، ويدفع عائلات لان تبقى بلا ماء لمدة اسابيع وتجد نفسها مجبرة على طلب الماء من الجيران والاقارب أو يدفعون ثمن الماء بالنقود. فماذا تفعل العائلات الفقيرة التي لا تجد مالا في ظل الحصار والبطالة والفقر المنتشر في كل ارجاء القطاع؟

لمحة عن غزة

يعيش في قطاع غزة حوالي مليون و800 الف فلسطيني. فرضت اسرائيل عليه الحصار في ال2006 اثر فوز حماس بالانتخابات التشريعية، ثم شددت الحصار في 2007 بعد سيطرة حماس على القطاع.

وتمنع اسرائيل بموجب الحصار، دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع، من بينها الخل والبسكويت والدواجن واللحوم ومنع الصيد في عمق البحر، وغلق المعابر بين القطاع وإسرائيل. ويعيش السكان حالة متردية دفعت مسؤولين دوليين للاعلان بأن الحصار "اعتداء على الكرامة الإنسانية". تعرض القطاع لاعتداءات اسرائيلية كثيرة اخرها العدوان في صيف 2014 والذي استشهد خلاله اكثر من 1400 فلسطيني ودمرت اسرائيل عشرات الاف الوحدات السكنية. 

انتهى ع.د