يحظى القطاع الصحي باهتمام كبير على الصعيدين الرسمي والشعبي، وذلك لارتباطه الوثيق والمباشر بصحة الناس والمجتمع، وقد وجهت الكثير من سهام النقد لخدمات القطاع الصحي من قبل اعضاء مجلس الأمة والمواطنين على حد سواء، وجاءت الانتقادات متعددة ومتشعبة، فتارة بشأن تدنى مستوى الخدمات التي يعدها البعض متواضعة ولا ترقى لمستوى الطموح، وأخرى تكون لعدم توافر المهارة العالية في الأطقم الطبية بحسب رأيهم.
"المستقبل" حملت هموم أهالي الجهراء الصحية، والملفات الشائكة لتضعها أمام مدير مستشفى الجهراء د. شهاب المهندي في لقاء غير متكلف، سمته الصراحة.
أكد مدير مستشفى الجهراء د. شهاب المهندي في بداية حديثه بأن المستشفى يخدم شريحة كبيرة من المواطنين تصل إلى 500 ألف مواطن، وهو مستشفى عام افتتح عام 1981م، ويشمل جميع التخصصات الطبية، باستثناء بعض التخصصات مثل جراحة المخ والأعصاب وبعض جراحات العظام مثل جراحة العمود الفقري وبعض حالات مرض السرطان، ويضم 755 سريرا ويعمل فيه 1802 موظف بين طبيب وممرض و إداري.
وذكر المهندي بأن مستشفى الجهراء وطوال أربعة عقود شهد توسعة في منشآته غير مرة، حيث جاءت التوسعة في أجنحة الأطفال وكذلك الجراحة والباطنية والنساء والولادة، بالإضافة إلى إدخال وحدة العقم الخصوبة وهي للرجال والنساء على حد سواء، ويعمل فيها أطباء مشهود لهم بالكفاءة ويأتي على رأسهم الاستشاري حازم الرميحي، وهو أحد مؤسسي "طفل الأنبوب" في الكويت.
وأطاف د . المهندي بأن التطوير لم ينحصر في الاجنحة الرئيسية للمستشفى بل تعداه إلى تطوير مرافق أخرى مهمة في المستشفى ومنها انشاء مبنى خاص للأشعة وكذلك بمنى خاص للطب النووي وبمنى خاص لغسيل الكلى، بالإضافة إلى تطوير المختبر الرئيسي للمستشفى بأحدث الأجهزة الطبية للكشف، بالإضافة إلى تحديث مبنى الحوادث، وكذلك تسريع ىلية العمل، وأضاف موضحا " سيتم العمل في الحوادث من خلال العمل بنظام "Triage system " وهو نظام يضمن معه سرعة معالجة الحالات الحرجة فالأقل خطورة وهكذا، وبما يتناسب والحالات الصحية للمرضى".
وبشأن المشاريع التطويرية الجديدة لمستشفى الجهراء، أوضح د. المهندي بأن إدارة المستشفى بصدد تطوير واستحداث غرف العمليات، وأضاف المهندي موضحا " سيتم زيادة غرف العمليات إلى أحد عشر غرفة وتطويرها بالكامل وبأحدث الأجهزة الطبية، بالإضافة إلى غرفة عمليات متكاملة تكون في الحوادث بحيث تتعامل مع الحالات المستعجلة أو الطارئة دونما الحاجة نقلها إلى غرف العلميات"، وفيما يتعلق بالعناية المركزة أكد مدير مستشفى الجهراء بأنها تعد من بين الأحدث في دولة الكويت، حيث تم تحديثها لتصبح قدرتها الاستيعابية 25 سرير، ونتمنى أن تكون كافية، وتغطي المنطقة في هذا الجانب.
ورد د. المهندي على سؤال "المستقبل" عن إن كان هناك مرضى لا يتلقون الرعاية الصحية الكافية، أو يسمح لهم بالخروج قبل إتمام برنامجهم العلاجي، مؤكدا أنه وانطلاقا من حرص وزارة الصحة على أن يأخذ كل مواطن حقه مكتملا في الرعاية الصحية، واضاف " الرعاية الصحية تعني توفر التشخيص الصحيح وكذلك توفر الاطباء الأكفاء و الأدوية وبالإضافة إلى توفر المتابعة أو الرعاية بعد العلاج، وهي منظومة صحية متكاملة".
وعن إن تم تسريح المرضى قبل اتمام علاجهم، ذكر مدير مستشفى الجهراء موضحا " في بعض المواسم مثل موسم البر أو موسم الشتاء يتم السماح بخروج المريض القادر على تلقى العلاج في منزله، طالما لا يؤثر ذلك على سلامته، وذلك نظرا لكون تلك الفترات تشهد ازدحاما كبيرا، هذا و لله الحمد ولم نضطر إلى إرسال حالات المستشفيات الأخرى، وحاليا هناك ازدحام لكثرة المرضى في أجنحة الباطنية على سبيل المثال، وكذلك أجنحة الأطفال".
مستشفى الجهراء يعمل فوق طاقته
واوضح مدير مستشفى الجهراء د. شهاب المهندي بأن المستشفى لا يتسع لمحافظة الجهراء ، وأضاف قائلا " المستشفى يتحمل فوق طاقته وبنسبة 150% ، والآن وبعد التوسعات الأخيرة أصبح من الصعب إجراء توسعات جديدة"، وأشار المهندي بأن المستشفى الجديد والذي هو بمثابة مدينة طبية متكاملة ويحتوى الى 1171 سرير وهو يعتبر أكبر من مستشفى جابر، ويتوقع بأن يكون الأكبر في الكويت، بحيث تنتقل كافة الاجهزة الإدارية والنفية إلى المستشفى الجديد.
وعن موعد البدء بتنفيذه، أوضح المهندي بأن هناك أسباب أدت إلى تأخير البدء فيها لعدة سنوات، وتوقع المهندي الإنتهاء منه في خلال ثلاث سنوات أو أربع سنوات، وشدد مدير مستشفى الجهراء بأن المعلومات المتكاملة بهذا الشأن لدى الديوان الأميري، سواء من حيث الموعد المتوقع لإفتتاحه أو غيرها من معلومات.
وعن إن كان هناك خطة أو دراسة لإستغلال المستشفى الحالي، أوضح المهندي بأ، هناك خطة مستقبلية يتم دراستها بعناية تامة، بحيث تتم الاستفادة منه بشكل يتلاءم والمنشآت الكثيرة فيه، وأضاف موضحا " مبنى الأشعة الجديد وغسيل الكلى وكذلك وحدة الخصوبة سوف تبقى كما هي، ومن الممكن استغلال المستشفى ليصبح مركزا لـ "التروما"، وأكد المهندي بأن المستشفى الحالي سيبقى مستغلا لخدمة القطاع بشكل مغاير لوضعه الحالي.
العلاج في الخارج.. والتشخيص في الكويت
سلطت "المستقبل" الضوء على ملف العلاج في الخارج في حديثها مع د. المهندي، وإن كان ينم عن عدم ثقة في القطاع الصحي بالكويت أو قلة خبرة لدى الأطباء العاملين في القطاع الحكومي بتشخيص الأمراض، حيث رد مدير مستشفى الجهراء قائلا " من خلال خبرتنا في مستشفيات الكويت، تعد الخدمات الصحية في الكويت متكاملة ولله الحمد، سواء من تشخيص أو علاج أو رعاية طبية، والحالات التي تحتاج أو تستحق لعلاج فعلي خارج الكويت تعد حالات نادرة وفي مجمعات طبية متخصصة ومحددة في العالم، لكن معظم الحالات التي تعالج في الخارج من الممكن علاجها في الكويت".
وأضاف د. المهندي ملف العلاج بالخارج ليس مسؤولية وزارة الصحة وحدها، فهناك جهات حكومية أخرى تقوم بارسال المرضى للعلاج في الخارج، فمثلا هناك وزارة الدفاع وشركة النفط و مجلس الوزراء، ولا نعلم إن كانت الاسباب وراء ارسال المرضى من قبلهم يخضع لمعايير علمية أو سياسية.
وطالب مدير المستشفى بأن لا يتم السماح بالعلاج بالخارج إلا بعد موافقة لجنة طبية متخصصة، وبقناعة تامة من الاطباء المختصين، وهذا الواقع الذي نراه على الأغلب الأعم، واللجان الطبية المسؤولة عن ملف العلاج في الخارج بالوزارة تؤدي عملها بكل اخلاص وتفان.
عمل وإنجاز في سنوات قصيرة
سألت "المستقبل" مدير مستشفى الجهراء عن ما تم إنجازه منذ بداية توليه إدارة المستشفى شهر يونيو عام 2012م، حيث قال " بفضل الله تم تحديث المختبر إنشائيا وكذلك بالأجهزة الحديثة، وذلك عقب توقف طويل للمشروع وصل لثلاثة أو أربعة أعوام تقريبا، وهو ما عاد بالفائدة على المراجعين والمرضى بحيث تخرج نتيجة التحليل بوقت قياسي مقارنة في السابق، بالإضافة إلى إيجاد مختبر حديث و يعلم بالكمبيوتر للفيروسات والطفيليات، كما تم تجديد العديد من الأجنحة مثل جناح الولادة، حيث تم انشاء غرفة عمليات في جناح الولادة لأول مرة، وهو ما يمنع حدوث أية مضعافات للحامل إذا ما احتاجب لاجراء عملية عاجلة، كما تم تطوير وحدة الخصوبة وقد شهدت نجاحا ملحوظا، كما استقطبت حالات من كافة مناطق الكويت وهي شهادة على نجاحها المتميز.
وشجع مدير مستشفى الجهراء كل من لم يرزق بطفل على الاقدام على خوض التجربة، لأسباب عدة لعل من أهمها ضمان نجاح العلمية بنسبة كبيرة وكذلك للخصوصية العالية التي يحظى بها المتقدمين، واشار د. المهندي إلى وحدة الخصوبة تدرس ادخال الخلايا الجذعية في هذا الأمر، وكذلك اشناء بنك لحفظ الحيوانات المنوية، وهي تختص ببعض الحالات التي تحتاج إلى علاج كيماوي، مما يؤدي إلى اضمحلال الحيوانات المنتوية لديها، وعليه يكون البنك حلا نموذجيا لتلك الحالات، وهذا المشروع بالاتفاق مع مركز حسين مكي الجمعة.
اسباب الزحمة في الحوادث
سألت "المستقبل" د. المهندي عن أسباب الزحمة الدائمة في قسم الطوارئ بمستشفى الجهراء، فرد موضحا " مستشفى الجهراء لم يعد يستوعب الزيادة السكانية الكبيرة في المحافظة، الأمر الآخر تفعيل دور المستوصفات والمراكز الصحية ليس بالقدر المطلوب، أو ما هو متوقع، وذلك على الرغم من التنسيق الكبير بين المستشفى والمراكز الصحية، وهذا مرده لنقص وعي المواطن بالامكانات العالية الموجودة في المراكز والمستوصفات سواء من أطباء أو أدوية، حيث تجد من لديه اعراض بسيطة من بو أو انفلونزا تجده يراجع الحوادث بينما بامكانه أن يأخذ العلاج المطلوب من المركز الصحي بكل يسر وسهولة، كما أن علينا أن لا نغفل بأن هناك عيادات متخصصة في المراكز، وبالتالي فالمراكز لديها القدرة على التعامل مع أغلب الحالات التي تأتي لقسم الحوادث".
التمريض.. علة المستشفى
وعن إن كان هناك نقص في المستشفى سواء في الكوادر الفنية أو الإدارية، أكد مدير مستشفى الجهراء بأن هناك نقص دائم في طاقم التمريض، وأضاف " التمريض مشكلة دائمة لدينا، لاسيما في ظل زيادة عدد الاجنحة وتنوع الخدمات التي تتطلب اعدادا كبيرة من الممرضين"، وطالب المهندي الشباب الكويتي بالانخراط في التمريض لاسيما وأنها وظيفة فيها أجر كبير ليس فقط من الناحية المادية وإنما يتمثل بمساعدة المرضى في تخطي فترة حرجة من حياتهم".
وأكد د. المهندي بأن التمريض يعد أحد الأركان الرئيسية في المستشفى، وأوضح بأن الادارة قبل أن تفكر في البدء بتشغيل أية خدمة جديدة تفكر مليا في توافر الطاقم التمريضي، مما يتسبب في ايقاف بعض من الخطط التطويرية، وتابع مضيفا " تسعى وزارة الصحة من خلال التعاقدات الخارجية إلى تزويد كافة المستشفيات بالأعداد الكافية من الممرضين".
وذكر مدير مستشفى الجهراء بأن هناك نقصا في بعض الأقسام بحيث لا يتوافر العدد الكافي من الأطباء، فمثلا هناك نقص قسم الباطنية والتخدير والأشعة، وتابع د. المهندي مضيفا " المشكلة تكمن في عدم توافر اصحاب الخبرة العالية من الأطباء المتخصصين لاسيما الاستشاريين منهم، وذكر المهندي أن هناك أقسام عدة تشكو من قلة الاستشاريين في مستشفيات الكويت بشكل عام مثل وحدة القلب واقسام الاشعة والأعصاب والغدد، وعزا المهندي السبب وراء ذلك يرجع لضعف الرواتب في الكويت عنها في الدول الخليجية، وكذلك للدور الكبير الذي يقوم به القطاع الخاص في اغراء المتميزين من الاطباء الكويتيين للعمل معه".
الخطط تسير بحسب المقرر
وحول رؤيته لمستقبل مستشفى الجهراء واذا ماكانت هناك عراقيل تمنع تنفيذ الخطط الموضوعه ، اجاب بان الخطط تسير حسب المقرر لها ولكن هناك مشاكل صغيرة تتعلق بتوفير ميزانية لمشروع معين ، وبالنسبة لمنطقة الجهراء فان المستشفى الجديد الذي سيرى النور قريبا فانه سيكون طفرة كبيرة في المجال الصحي لاهالي المنطقة، لذلك فان بعض الخطط نؤجلها الى حين افتتاح المستشفى نظرا لسعته الكبيرة ، اما على نطاق اقسام الحوادث والعمليات فان الخطط سارية حتى الانتقال للمبنى الجديد، مشيرا الى فضل الله ومن بعده الديوان الاميري في اقرار المشروع وتنفيذه.
وسألت "المستقبل" المهندي عن الاجهزة الطبية الحديثة فاجاب بقوله بان مشروع تطوير الاجهزة الطبية قيد الدراسة في الوقت الراهن وذلك بعد الانتهاء من استقبال العطاءات ، ومن المقرر تحديد الشركة التي سيتم التعاقد معها، لافتا الى تكلفة اجهزة غرفة العمليات تصل الى 6 ملايين دينار، حيث تتسع لاقامة معظم انواع العمليات الجراحية باستثناء عمليات القلب نظرا لحاجتها الى كوادر متخصصة لكونها دقيقة، مشيرا الى انه من الصعوبة تحديد موعد الانتهاء من المشروع بسبب ان المشروع يصبح اكثر صعوبة في حالة التحديث، اكثر من بناء مشروع جديد.
واشاد المهندي بتطور المستشفيات الاخرى من حيث التحديد او المباني الجديدة او الاجهزة الطبية، منوها الى انه جاء وقت الكادر الطبي ليطور نفسه لاستغلال الدعم الحكومي للقطاع الطبي في الكويت.
خدمات فندقية
وعرجنا على اهم احتياجات مستشفيات الكويت لتصبح على مستوى عالمي لجذب مرضى الدول الصديقة والشقيقة للعلاج ، اكد المهندي ان دول الخليج قطعت اشواطا في التطور والكويت لا تقل عنها شأناً ، ولكن هناك تميز لبعض المستشفيات الخاصة في دول الخليج تستقطب المرضى من الخارج، ولفت الى ان المواطن الكويتي يفكر بالخدمة الفندقية في المستشفيات الخاصة بغض النظر عن جودة العمل الطبي، وهذا ما يسبب لنا مشكلة مع الحالات الطبية التي تعجز عن علاجها المستشفيات الخاصة وتتحمل مسؤوليات الحالة بعد انتكاسها المستشفيات الحكومية!
واشار المهندي الى وزارة الصحة التفتت الى اهمية تقديم ما يسمى "الخدمة الفندقية" لذلك فان المستشفيات الجديدة ستحل هذه المعضلة، والان جميع المستشفيات تقوم بالتحديث والتي ستكون جاذبة للمرضى ، مثل الاهتمام بالنظافة و سعة المكان و غيرها ، ووصف مسشتفى الجهراء الجديد بانه "7 نجوم" على عكس المبنى الحالي الذي نواجه صعوبة في تطويره.
قضية المتوفي في بيت جاسم بهمن تنتظر الطب الشرعي
كشف المهندي بأنه قام بدراسة قضية المريض الذي توفي في منزل المعالج الشعبي جاسم بهمن لا سيما وان المرحوم تم تشخيص حالته في مستشفى الجهراء قبل ايام من وفاته ، حيث اكد بانه ناقش كافة الاوراق المتعلقة بالحالة مع رؤساء الاقسام والاطباء حيث تبين بانه جاء الى المستشفى ويعاني من اصابة بالركبة وفيها ورم بسيط وبعد اطلاع الطبيب عليها قام بعمل الاشعة للتأكد من عدم وجود كسور ، و تبين انها رضوض بالركبة و لف الركبة بضمادات وارسل المريض الى العيادة الخارجية لمزيد من الفحوصات ، مشيرا الى ان حركة الرجل كانت طبيعية من خلال الفحص، وفي تاريخ 19 من الشهر الماضي تم الكشف عليها مجددا بالعيادة الخارجية وان الطبيب المعالج ذكر في تقريره بانه فحص جميع الاعراض التي تحدث عنها المريض ولم يكن هناك اعراض نزيف حاد داخلي مكان الاصابة ، فالنزيف الحاد يكون لها اعراض معينة من خلال الشكل وحركة الرجل، ورأى الطبيب انه من الممكن ان يكون هناك خلل بالغضروف فقام باحالة المريض لعمل اشعة الرنين المغناطيسي لكن المرحوم اتجه الى بهمن.
واردف المهندي بانه ينتظر تقرير الطب الشرعي الذي سيظهر اسباب الوفاة ، مشيرا الى ان المعالج جاسم بهمن ذكر بان المريض اشتكى من الم في الصدر وهو ما لم يكن يشتكي منه عند حضوره لمستشفى الجهراء، لافتا الى حق اهل المرضى بالشكوى و تصعيد الامر الى القضاء الذي سيحكم بحسب تقرير الطبيب الشرعي بوجود اطباء وفنيين متخصصين الذي سيقيمون ومدى صحة الاجراءات التي اتخذها الطبيب المعالج في التعاطي مع الحالة.
لا ادانة قضائية
ونفى المهندي ان تكون هناك حالات ادانة قضائية للاطباء خلال فترة توليه منصب مدير عام المستشفى في عام 2012 وحتى اليوم ، مشيرا ان وجود قضية منذ عام 2008 وتتداول في المحاكم حتى اليوم، ولفت الى حقيقة دامغه تتعلق بعدم تعمد الاخطاء الطبية ، وان الاخطاء الطبية لا علاقة لها بجنسية الطبيب سواء كان امريكي او بريطاني او كويتي او عربي ، ولكن يتم تقييم الاخطاء بحيث يتم مقارنة مستوى الطبيب بمدى حجم الخطاً ومن يقوم بالتقييم اطباء متخصصون في المجال.
وعلق المهندي على شكاوي المرضى قائلا بانه يتم تسجيل الشكوى ورفعها الى رئيس القسم والذي بدوره يطلب الشخص المعني و يكتبون افادتهم بهذا الشأن وبعد ذلك يتم استدعاء الشاكي و يتم اطلاعه على الافادة ، فاذا المريض اقتنع بالرد يتم اقفال القضية اما اذا نفى المريض اقوال الطبيب المعالج فانه يتم احالة الامر الى المحقق الخاص بالمستشفى في قسم التحقيقات والذي بدوره يطلب كافة المستندات والشهود على حسب الحالة امامه ويكتب افادته ، وفي حال لم يكن راضيا عن افادة المحقق فانه بامكانه اللجوء الى وزارة الصحة او المخفر بما يراه مناسبا.
الشكوى حق مكفول للمريض
وعن شبهة حماية الاطباء لبعضهم البعض في حالات الاخطاء الطبية ، اكد المهندي بان الكويت دولة ومؤسسات وحريات وبامكان المريض ان يقدم شكوى وتسجيل قضية لدى الجهات الامنية المختصة ، حيث لا احد يمنع المريض رغم عدم وجود دليل فني وهذا الدور يقوم به القضاء الذي يملك صلاحيات كثيرة ليحدد لجنة طبية او بطلب المستندات المطلوبة حتى يقتنع المريض.
رافضا توجيه الاتهامات للاطباء لانها وظيفة انسانية وهي وظيفة بطبيعة الحال تعتمد على الثقة حيث نسلم انفسنا للاطباء، وفي حالة وجود شبهات فانها استثنائية فنحن بالنهاية بشر ولكن التعميم غير صحيح.
واكد المهندي في اجابته لــ "المستقبل" حول سياسة المستشفى بمكاشفة المريض حول تشخيص حالته الصحية بالحالات الخطرة ، بان المريض دائما على حق ولكن بالدرجة الاولى يعود الامر على ثقافة المجتمع السائدة ، حيث نرا احيانا اهالي المرضى يطلبون عدم البوح بالمرض لصاحبه، مشيرا الى عدم قانون يجبر الطبيب على مصارحة المريض بكل شيئ
وختاما، وجه مدير المستشفى شكرا لـ "المستقبل" لإهتمامها في إطلاع المواطنين على الخدمات الصحية للمستشفى .