انصب اهتمام الصحف الألمانية على عدد من المواضيع كان أبرزها عودة النقاش حول اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة المعروفة ب”اتفاقية الشراكة التجارية والاستثمارية عبر المحيط الأطلسي” والتي يرى حزب الخضر الألماني المعارض أنها تتجاهل مخاوف المواطنين.
فكتبت بهذا الخصوص، أن الاتفاقية ما تزال في إطار التفاوض ولم يتم الحسم في بنودها.
وأشارت الصحف إلى أن هذه الاتفاقية لم تصل بعد إلى مستوى اتفاقية التجارة الحرة مع كندا والمعروفة اختصارا باسم “كيتا” والتي قطعت أشواطا مهمة، مذكرة بأن وزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابرييل، اقترح مع بعض نظرائه بالاتحاد الأوروبي، تسوية اتفاقية “كيتا” عبر وضع قواعد صارمة وخطوط حمراء واضحة لأجل حماية الاستثمارات إضافة إلى اقتراحه تأسيس محكمة تجارية استثمارية بدلا من التوجه لهيئات التحكيم الخاصة.
من جهة اخرى كتبت الصحف أن غابرييل المشغول بتدبير أمور حزبه الاشتراكي الديمقراطي، كان قادرا على تقديم تنازلات لبعض المعارضين، وطرح مشروع تأسيس محكمة تجارية استثمارية على عدد من وزراء التجارة والاقتصاد من أجل تحقيق مزيد من الشفافية.
وتناولت الصحف، من جهة أخرى، النقاش الساخن الدائر حول التلقيح الإلزامي ضد الحصبة، وذلك على إثر وفاة طفل لا يتعدى عمره سنة ونصف في برلين إثر إصابته بها، مذكرة أن الحصبة تفشت في العاصمة منذ شهر أكتوبر الماضي حيث تم تسجيل 574 حالة إصابة حتى الآن.
وفي تعليقها اعتبرت أن قرار التلقيح يعود لأولياء الأمور بموجب القانون لذلك، تقول، فإن إلزاميته سيخلق بعض المشاكل أكثر من إيجاد الحلول.
وإن تغييب التلقيح الإلزامي سيكون إجراء “خطأ”، مشيرة إلى أنه يتعين أن يصبح إلزاميا مثل التعليم، فيما ترى أن الدولة لا تستطيع حاليا التصرف فيما يدخل ضمن مسؤولية الوالدين، مشيرة إلى أن الوقت قد حان لاتخاذ بعض التدابير الوقائية ضد الأمراض.
وأشارت الصحف أن الأهم حاليا هو تقييم هادئ وموضوعي للإيجابيات وللسلبيات لهذه القضية، مشيرة إلى أنه في العديد من حضانات الأطفال يلتقي الآباء والأمهات لمناقشة عدد من القضايا وعليهم التقرير فيما ينبغي القيام به لفائدة الأطفال لأنهم قادرون على التصرف بمسؤولية.
وعبرت الصحف عن اعتقادها أنه بعد وفاة الصبي في برلين ينبغي الحزم في مسألة التلقيح لحماية العديد من الأطفال في ألمانيا المعرضين لخطر العدوى.