أكد مدير إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية جاسم المباركي أن الكويت لا تأخذ بأي اتهامات توجه إلى مواطنيها أو جمعيات خيرية بتمويل الإرهاب ، مبنية على شبهات دون أدلة أو قرائن.
وقال المباركي خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي: " سبق أن تلقينا اتهامات لأعداد محدودة حول شبهات بوجود دور لأفراد وجمعيات خيرية في تمويل الإرهاب ، لكننا لم نتلق أي دليل يثبت صحة تلك الاتهامات ".
وأضاف المباركي الذي يرأس وفد الكويت إلى الاجتماع انه «من دون دليل لا يمكن لنا تعقب أي جمعية خيرية .. وعلى من يوجه أي اتهام لمواطن أو جمعية خيرية كويتية أن يقدم أدلته"، موضحا: "أن الشك يفسر لمصلحة المتهم".
وقال انه اكد في مداخلته امام الاجتماع ان معالجة الإرهاب لا يمكن أن تتحقق بالحلول العسكرية فقط على المستوى الطويل وإنما يجب معالجة مسبباته الحقيقة، موضحاً ان هزيمة الإرهاب عسكريا ممكنة لكنها غير كافية إذ لابد من إجراءات اقتصادية واجتماعية وثقافية مؤكدا أن "من مسببات الإرهاب الخلل في الخطاب الديني والفكر الديني المتشنج الذي يساعد بطريقة غير مباشرة في الترويج للإرهاب عن طريق بعض المدارس والمعاهد والمساجد وغياب الرقابة الكافية على تلك المؤسسات".
ودعا إلى "مراجعة شاملة للمناهج الدراسية ووضع التعليم بشكل عام في الدول الإسلامية لوجود الكثير من المواد التي تساعد في ظهور الإرهاب فيما شدد على ضرورة معالجة البعد الاقتصادي " مشيرا إلى أن من مسببات الإرهاب الإحباط الناتج عن الفقر والبطالة وانعدام فرص العمل التي أدت بالكثير من الشباب إلى أن يصبحوا صيدا سهلا للإرهابيين وسهولة تجنيدهم.
وتطرق السفير المباركي إلى البعد الطائفي لظاهرة الإرهاب قائلا ان " البعد الطائفي غاية في الأهمية وأخذ منحى خطيرا وأصبح أحد أبرز محركات الإرهاب في الآونة الأخيرة".
وقال "ان الخطاب الطائفي في العديد من الدول العربية أخذ بعدا خطيرا جدا وكريها ومقيتا وأدى بالفعل إلى ازدهار الإرهاب ومن دون التصدي للخطاب الطائفي لا يمكن مواجهة الإرهاب فالخطأ لا يعالج بخطأ" مؤكدا " أن ما يحدث في بعض الدول العربية وقع كردة فعل على الشحن الطائفي كما يحدث في بلدان مثل اليمن والعراق وسوريا ولبنان".
واضاف " أن الإرهاب ليس ظاهرة إسلامية كما يحاول البعض تصويرها فنحن كدول إسلامية دائما نتهم بذلك" مؤكدا ان "الإرهاب ظاهرة دولية لادين له ولا وطن وثبت ذلك من الاعمال الارهابية التي يرتكبها ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية الذي انضم اليه مرتزقة من اوروبا وأمريكا ودول غربية اخرى نتيجة إحباط في دولهم ومشكلات عدة يعانون منها".
واعرب المباركي عن تقديره للدور الذي تؤديه منظمة التعاون الإسلامي في التصدي للتطرف والإرهاب مشددا في الوقت ذاته على ضرورة إلا يخرج هذا الدور عن سياق قرارات مجلس الامن الدولي ومجلس حقوق الإنسان.
المصدر : كونا