تناولت الصحف الأردنية طريقة تعامل دمشق مع جريمة إحراق الطيار الأردني، فقالت صحيفة الدستور إن القصة بدأت بالاستنكار والتنديد، ثم انتقلت إلى تقديم عروض التنسيق والتعاون مع عمان في محاربة الإرهاب.
لافتة إلى أن العرض السوري لم يجد استجابة أردنية لسببين، أولهما أن للأردن دائرة من التحالفات الإقليمية والدولية التاريخية، المؤسسة لشبكة معقدة من المصالح والحسابات، التي لا يمكن تجاوزها أو القفز من فوق خطوطها، والثاني أن الأردن يجد صعوبة فائقة في قبول التعريف السوري للإرهاب.
وأشار كاتب المقال بالصحيفة، تحت عنوان "سوريا والأردن... من عروض التعاون إلى الهجمات الاستباقية"، إلى أن الأردن رد على العرض السوري بالتأكيد مجددا على استمراره في دعم المعارضة السورية المعتدلة.
مضيفا أنه رغم تأكيد الأردن صبح مساء على أنه ليس بوارد تغيير مقاربته للحل السياسي للأزمة السورية، وأن كل ما يفعله ميدانيا، لا يتخطى حدود الترتيبات الدفاعية والوقائية على الحدود الشمالية المنفلتة، إلا أن السلطات في دمشق، آثرت على ما يبدو، شن هجوم استباقي على الأردن ومن هم وراء الأردن.
بدورها تطرقت صحيفة الغد لموضوع الحملة السورية على الأردن، فقالت إنه في الوقت الذي كان فيه الأردنيون يشتعلون غضبا بعد إقدام تنظيم "داعش" على قتل الطيار معاذ الكساسبة، وبينما كانت المقاتلات الأردنية تقصف معاقل الإرهابيين في الرقة ودير الزور والموصل، شن أركان "النظام السوري" هجوما عنيفا على الأردن، سبقته حملة شرسة في وسائل إعلام محسوبة على "النظام السوري" ضد الأردن.
وأضافت الصحيفة أنه إذا كان الهدف من الهجوم المكثف على الأردن دفعه لإعلان تحالفه مع دمشق، فإن الوسيلة التي اختاروها لتحقيق هذه الغاية بدائية بحق، وتنم عن جهل مستوطن في قواعد التحالفات والعلاقات الدولية، والاصطفافات القائمة في المنطقة، معتبرة أنها وفي أحسن الأحوال هي دعوة مبكرة جدا لم يحن أوانها بعد.