خصت الصحف السعودية الحديث في الوضع اليمني، وما آلت اليه الأمور هناك، حيث كتبت صحيفة عكاظ : "تعيش جماعة "الحوثي" المسلحة عزلة سياسية عالمية تامة بعد رفض المجتمع الدولي بأكمله الإعلان الدستوري والوقوف مع المؤسسات الرسمية اليمنية، ضد انقلاب المتمردين "الحوثيين" ورفضها سيطرتها على مفاصل الدولة اليمنية. وجاءت كلمة زعيم جماعة الميليشيات المتمردة عبدالملك الحوثي المضللة للشعب اليمني وتهديداته الواهية والمغرضة ضد الدول التي رفضت إعلانه غير الدستوري وغير الشرعي، بمثابة ذر للرماد في العيون، فالعالم بأجمعه الذي وقف ضد مؤامرات الحوثي الخبيثة، أصبح يعي تماما أهداف هذه الميليشيات المتمردة والتي اختطفت اليمن بدعم إيراني في محاولة يائسة لإحداث حالة عدم استقرار وبلبلة في اليمن والمنطقة. تصريحات الحوثي القميئة جاءت أيضاً في الوقت الذي تجري فيها محادثات بين القوى السياسية بوساطة الأمم المتحدة للخروج من الأزمة لاستعادة الشرعية لكي يستمر الحوثي في تخريب أجواء الحوار وإفشاله للوصول إلى مآربه".
وقالت: "الحوثي في خطابه التآمري لم يكن صادقا فيما يقول سوى بحثه عن وسائل التدمير لليمن أرضا وإنسانا، وهو دليل واضح على حالة الاستغفال للمجتمع الدولي وللقوى السياسية بكاملها والتي يحاول الحوثي إذكاءها وتمريرها على ضعاف النفوس. ونحن على يقين أن المكونات السياسية والشعب اليمني ستدعم جهود المبعوث الأممي بنعمر وستستمر في رفض مؤامرات الحوثي الطائفية ضد مقدرات ومكتسبات الشعب اليمني وسيتمسك الجميع بالشرعية اليمنية ولن يرضى أن يكون شعب بأكمله تابعا لشرذمة وحفنة مسلحة طائفية تعمل وفق أجندة إقليمية لتدمير اليمن وتحويل عاصمة بلاده للفتنة الطائفية وإثارة الفوضى والعبث".
بدورها طالعتنا صحيفة الرياض في كلمتها تحت عنوان (بؤرة العداوات الدائمة): "أي متعاطٍ مع الأوضاع العربية نراه يطرح السؤال التالي، لماذا نحن وحدنا في بؤرة الصراعات وتنازع النفوذ، هل هي المؤامرة التي لا تزال تسكن أدمغتنا، أم أنها الحقيقة بأن مشروعاً طويلاً أعد أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي لتفتيت المنطقة إلى دويلات لصالح إسرائيل؟ عندما نستعرض حالات المنطقة، وكيف ظلت إسرائيل هي العدو المطلق، وسبب عدم الاستقرار، نجد أن هذه الأمة ساهمت بمعرفتها أو بدونها، بحقيقة أوضاعها، فقد نشأ في ظل العداوة مع إسرائيل توسيع دائرة العداء مع دول الغرب وأميركا الداعمين إلى حدود قبول حرب عالمية لو سقطت إسرائيل بفعل عسكري يعمل السوفيات في الماضي على دعمه، وكان هذا الفكر الذي خلق معادلات الأعداء والأصدقاء، قد حفز معسكراً عربياً آخر بأن يرى الشيوعية والحركات العربية اليسارية والراديكالية لا تقل خطورة عن إسرائيل، بل وإنها أي إسرائيل، ليست لديها أيدلوجية تبشر بها، لأنها أكثر وضوحاً من حركة يسارية تساندها دولة عظمى مادياً وسياسياً، وتضع في استراتيجياتها القضاء على الدول العربية المتحالفة مع الغرب".
وأسردت: "السبب الآخر بروز الإسلام السياسي، والذي تنازعت عليه حركات التطرف التي دفعت بالإرهاب لأن يصل إلى الواجهة كحدث عالمي، وهي اتجاهات قادها من يضعون أنفسهم بالجانب السني، وبالاتجاه الآخر كان حضور إيران وعزمها تصدير ثورتها بأن دعمت حكومتي العراق "عصر المالكي"، وسورية الأسد الابن، وهما القنطرة التي جعلت من حزب الله والطائفة العلوية، ثم أخيراً الحوثيين في حضانة إيران، لنرى حروباً بين طائفتين، وليتحول العداء إلى صراعات فكرية وعسكرية ومادية صعّب تماماً وإلى أزمنة طويلة خلق تفاهم بين الإسلام السياسي بجناحيه السني والشيعي، ولم يكن الطرف الخارجي بعيداً عن تفجير الأزمات وإدارة اللعبة بإتقان، إلاّ أن ما حدث، وكأي حركات تطرح مبادئها أصبحت السيطرة على دول وأحزاب، مقابل نشوء مليشيات داعشية وأخرى أصغر منها وأقل نفوذاً تغذيها كل الأطراف".
وبانعدام وقفة صحيحة لجميع الفرقاء ممن يغذون الواقع الراهن وانعدام تفاهم إسلامي من القيادات والفقهاء، والنافذين في التأثير على الأوساط الشعبية سواء من يغريهم بالانخراط في الجماعات الإرهابية، أو المليشيات المتناحرة، فإن ديمومة الحروب ستستمر، وقد تولد أكثر من منظمة طالما المغريات توفرها دول يدعي بعضها مكافحة هذه الجماعات في وقت نجدها متورطة في استخدامها تحت مبدأ الحروب بالنيابة وبسط النفوذ.
تحت عنوان (غموض الحالة اليمنية)، كتبت صحيفة الوطن : "أصبح من الصعب فهم ما يحدث في اليمن من أحداث تبدو وكأنها أحجية أو ألغاز، فما حدث مؤخرًا من سيطرة الحوثي على مدينة البيضاء قد لا يثير أي تساؤل أو تعجب، حيث يبقى من المفهوم ضمنًا أن مخطط الحوثي يهدف إلى السيطرة على أجزاء اليمن بالتدريج، لكن ما يدعو إلى التعجب والتساؤل في آن، أن تسقط البيضاء التي تقع وسط البلاد والتي تعتبر بوابة الجنوب والتي رفضت الإعلان الدستوري، دون مقاومة تذكر لا من الجيش ولا من القبائل، بل أن الاستيلاء على المدينة تم بمساندة قوات من الجيش والأمن، وما تلى ذلك من نشر دوريات عسكرية مشتركة بينهما في مواقع إستراتيجية من المدينة التي تتوسط المنطقة التي يتمركز فيها تنظيم "القاعدة"".
وعلقت: "ربما أن أكثر ما يلفت الانتباه في تطور الحدث اليمني إقفال عدة سفارات غربية في صنعاء بما في ذلك السفارة الأميركية التي غادرها السفير أمس، وهو مؤشر هام على أن اليمن أصبح على شفا حرب أهلية خطيرة، خاصة مع الغموض الذي يلف الأوضاع وتغير خريطة التحالفات السياسية والقبلية، وحيث يبقى الثابت الوحيد في ظل هذه التناقضات والمفارقات حالة الغضب العارم التي تسود في أوساط الشعب اليمني وهو يرى بلاده تغرق في أوحال العمالة. ويبقى التساؤل قائمًا: هل تشكل الحالة اليمنية الراهنة إحدى تداعيات ثورة ربيعها العربي التي حلت أمس ذكراها الرابعة؟.. أم أنها حلقة جديدة من سلسلة النزاعات المزمنة التي يشهدها اليمن منذ بداية الستينيات؟ أم أنها غرس آخر من النبت الشيطاني الطائفي الذي تزرعه طهران في المنطقة؟.. أم كل ذلك بالجملة؟".
بدورها تساءلت صحيفة الشرق بعنوان (هل ستتحول اليمن إلى دولة فاشلة؟): "لا يمكن للمليشيات المسلحة أن تمارس نشاطا عسكريا أو سياسيا في أي دولة لديها حكومة قوية وتفرض سلطتها وسيادتها على أراضيها. الحوثيون في اليمن بعد المليشيات العراقية واللبنانية إضافة إلى "داعش" وغيرها من تنظيمات إرهابية في سوريا، كان من الصعب عليها الحضور مع وجود حكومات قوية تفرض سلطة الدولة على الجميع".
وقالت: "إيران تدرك ذلك تماما فهي تريد تحويل المحيط العربي في الشرق الأوسط إلى دول فاشلة لتكون إلى جانب إسرائيل دولة قوية تلعب دور الشرطي الوكيل في ملاحقة الأشرار، إيران أسست "حزب الله" ليكون الخنجر في خاصرة الدولة اللبنانية، وفي العراق أسست إيران عديدا من المليشيات التي تسببت في وصول العراق إلى عتبة الدولة الفاشلة، كما فعلت في سوريا من خلال وكيلها بشار الأسد الذي حول سوريا إلى دولة فاشلة بامتياز، واستقدم المليشيات الطائفية بمساعدة طهران، كما يستقبل "داعش" اليوم عشرات الآلاف من المتشددين. اليمن الذي ساهم علي عبدالله صالح في وجود "القاعدة" و"الحوثيين" وتقويتهم عبر حروبه معهم رمت إيران أخيراً بثقلها ليصبح الحوثيون المخلب الفارسي الجديد في المنطقة، ويدفع بالبلاد نحو الانهيار والتحول إلى دولة فاشلة".
وفندت: "سحب عدد من الدول الغربية سفراءها من اليمن إضافة إلى إغلاق الأمم المتحدة مكاتبها في صنعاء إنما يؤشر على بداية العد العكسي للتوجه نحو هذا المصير الخطير لليمن".
وتحت عنوان (الحوار مع الحوثيين عبث لا طائل منه)، كتبت صحيفة المدينة : "أن يبلغ التردي الأمني في اليمن حدا يؤدي إلى قيام دول كبيرة كالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا بتعليق أعمالها في صنعاء، وسحب العاملين في سفاراتها وإغلاقها ودعوة رعاياها إلى المغادرة، فذلك أمر يفترض أن يوضع بعين الاعتبار لدى المتحاورين حاليا في اليمن، من أجل إنقاذ البلاد من الأزمة التي تتصاعد تدريجيا".
واضافت الصحيفة: "من حق تلك الدول وغيرها أن تعمل على حماية بعثاتها الدبلوماسية، فالأوضاع التي لا تبشر بانفراج في اليمن دعتها إلى التصرف تفاديا لعواقب سيئة متوقعة، فاحتمال تعرض البعثات لتهديدات من أي نوع موجود نتيجة الفوضى التي قادت الجماعة الحوثية اليمن إليها عبر الانقلاب على الشرعية وحل البرلمان وفرض إملاءاتها على القوى والتيارات اليمنية".
ورأت: "لذلك على المبعوث الأممي جمال بنعمر الذي عاد إلى اليمن بعد أن أكمل الحوثيون مراحل انقلابهم نهاية الأسبوع الماضي، أن يدرك أن قبول الحوثيين بالعودة إلى الحوار ليس إلا مناورة منهم من أجل مزيد من المكاسب، لعل في مقدمتها الضغط على التيارات الأخرى للقبول ببعض قراراتهم الأخيرة فيما أطلقوا عليه مسمى "الإعلان الدستوري"، الذي يسعون لإجبار المكونات السياسية اليمنية على العمل به، كي يوجدوا مبررا لا يبقيهم وحدهم في مواجهة الجميع".
وأوضحت: عليه، فإن استمرار الحوار مع الحوثيين سيكون عبثا لا طائل منه، إن لم يعلنوا بوضوح أنهم تراجعوا عن إعلانهم الدستوري بكامله، أما أن ينسف الحوثيون مخرجات الحوار الوطني ليصبح الحوار حول بنود الإعلان الجديد، فذلك عبث باليمن وشعبه ومستقبله.