تحت عنوان "القمة الأردنية البحرينية" كتبت افتتاحية صحيفة "الرأي" تقول: "اكتسبت المباحثات التي اجراها جلالة الملك عبدالله الثاني وضيف الاردن الكبير جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين الشقيقة في عمان يوم امس أهمية اضافية، ان لجهة التوقيت الذي جاءت فيه زيارة جلالته للأردن أم لجهة جدول أعمال هذه المباحثات وتطابق وجهات النظر ازاءها في مختلف المجالات والقضايا والملفات التي تم بحثها، والتي أشرّت في جملة ما أشرّت اليه، عمق وتميز علاقات الاخوة التي تربط عمان والمنامة والآفاق المفتوحة امام هذه العلاقات للارتقاء بها على مختلف الاصعدة وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين ويسهم في تعزيز التشاور والتنسيق بين الدول العربية حيال مختلف القضايا والتحديات".
واضافت الصحيفة: "ولئن اكد الزعيمان الكبيران على ان الحرب على الارهاب والتطرف هي حرب لحماية الدين الاسلامي ومبادئه السمحة وتعاليمه المعتدلة من الاعمال الوحشية والاجرامية التي تتصف بها عصابة داعش الارهابية الجبانة والتي توحد المجتمع الدولي اكثر لمحاربتها وهزيمتها والقضاء عليها، فان ما عبر عنه جلالة الضيف الكبير من حرص على تطوير وتعزيز جميع خيارات التعاون والتنسيق المشترك بين الاردن والبحرين، انما يؤكد متانة العلاقات الاخوية والتاريخية الوطيدة التي تربط القيادتين والشعبين الشقيقين وتزيد من القناعات المشتركة بأهمية واستمرار هذه العلاقات وتنميتها بما يعود بالنفع عليهما، وهو الأمر الذي جسدته تأكيدات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بأن اهل الاردن والبحرين واحد، ونعتز بها كما يعتز بها شعب الاردن الشقيق، فضلا عن استعداد الاردن للمساهمة في كل ما تحتاجه المملكة الشقيقة، وخصوصا ان الاردن معروف بمواقفه الاخوية تجاه البحرين ومساعدته للمملكة في تطوير عمل مؤسساتها ودعم قواتها المسلحة والتعاون وثيق بينهما، حيث لم يقصّر الاردن ابدا وكان سباقا تاريخيا في الوقوف الى جانب البحرين، والاردن ايضا – وكما اكد جلالة الضيف الكبير عن حق -غني بقيادته الحكيمة وشعبه الواعي ومؤسساته وجيشه العربي المشهود له بالمهنية والكفاءة".
تطرقت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، للمباحثات التي جرت أمس في عمان بين عاهلي الأردن الملك عبد الله الثاني والبحرين حمد بن عيسى آل خليفة، فأكدت على أن هذه القمة “جسدت على أرض الواقع معنى وطبيعة العلاقات الأخوية والوثيقة التي تربط البلدين والشعبين وتؤسس لمشهد عربي جديد ينهض على قراءة دقيقة وشجاعة وحكيمة للمخاطر التي تهدد أمتنا”.
وقالت إن هذا المشهد “ربما يستدعي تضامنا ووقفة تاريخية تدمر كل أشكال التطرف والغلو والإرهاب، والظلامية التي يريد الجهلة والمجرمون والإرهابيون فرضها على شعوب أمتنا والإساءة لديننا الحنيف وتعاليمه السمحة وقيمه النبيلة”.
ومن جهتها، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان “أين أصدقاء الأردن؟”، أن الجميع يقول عن الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي إنها حرب الجميع، “بيد أن ما يتوفر للأردن، الذي بات عماد هذه الحرب، من دعم من الدول الصديقة والشقيقة، ما يزال في حدوده الدنيا. فالإدارة الأمريكية التي تصرح كل يوم أنها ترأس التحالف ضد “داعش”، ما تزال حتى اليوم تواصل رفض تزويد الأردن بطائرات من دون طيار،وأيضا توفير الأسلحة المطلوبة لخوض هذه الحرب والانتصار فيها”. هذا ناهيك عن أن التزام العديد من الدول الإقليمية بالتحالف “بدأ يخبو ويتوارى”.
وأضافت الصحيفة أن الإمارات العربية المتحدة “بادرت، مشكورة، إلى توفير 6 طائرات مقاتلة للأردن. لكن هذا العدد يبقى متواضعا قياسا إلى التحدي الكبير الذي يواجه الإقليم، إذ يحتاج الأردن إمكانات استثنائية” تساعده في خوض هذه الحرب، مشيرة إلى أن “البعض يقرأ ذلك في إطار عدم الجدية من قبل الأمريكيين تحديدا في القضاء على “داعش”. وثمة معلومات كثيرة، تتداول بهذا الخصوص، بدأت تقود البعض، تبعا لذلك، إلى الإيمان بنظرية المؤامرة في ما يتعلق بسيناريوهات صناعة “داعش” وتمويله”.
وفي مقال بعنوان، “هل يوجد بيننا دواعش..! “، أعربت صحيفة (الدستور) عن اعتقادها بأن السمة العامة للتدين في الأردن هي سمة “الاعتدال” لأن “بيئتنا الاجتماعية ترفض التطرف، كما أن قيمنا الاجتماعية – والسياسية في الغالب – تنبذ المتطرفين”، لكن ذلك لا يعني أبدا، تضيف الصحيفة، أنه “لا يوجد لدينا خطاب متطرف أو أشخاص ينتمون إلى فصيلة “الدواعش” بالمعنى الفكري”، مذكرة بأن “بعض الرؤوس الكبيرة التي “لعبت” في مونديال التطرف دور “البطولة” خرجت أو مرت من هنا، أو وفدت إلينا من الخارج”.
واعتبرت الصحيفة أنه من أجل معرفة كيفية دخول التطرف إلى المجال الديني في الأردن “لابد أن نعترف أنه لا يوجد لدينا – كدولة – مشروع ديني، ولم نفعل ما يجب أن نفعله لتعزيز استقلالية المؤسسات الدينية الرسمية لتقوم بدورها وتستعيد ثقة الجمهور بها”، مضيفة أن العلاقة بين الديني والسياسي “ما زالت ملتبسة، ما ولد صراعا على الدين، ليس بهدف خدمته وتطوير الأفكار المتعلقة به، وإنما من أجل توظيفه، كما أن الخطاب الديني يعاني من الضعف والخوف سواء بسبب الفوضى التي اجتاحت المجال الديني أو بسبب الانصياع لرغبات الجمهور.