بوتفليقة يعود الى بلاده الجزائر بعد ان غادرها الى مستشفى فال دو غراس بباريس لاجراء فحوصات طبية روتينية وفق ما قالت رئاسة الجمهورية الجزائرية، اين مكث اربعة ايام، و لكن ليس الانتقال و العودة للعلاج ما بثير الاستغراب و يشد الانتباه و انما توقيت الانتقال الذي يصادف استدعاء الهيئة الناخبة للانطلاق في العملية الانتخابية الرئاسية، و هي الخطوة التي أقدم عليها امس الجمعة بعد عوته الخميس من باريس. لقد انهكتنا تصرفات الذين لا يسعون سوى للتمسك بالكراسي و الجلوس عليها الى الابد، و هو همهم الوحيد في الحياة الدنيا التي اتاحت لهم هذه فرصة تجريب المنصب سواء عن قصد او دون قصد، بعيدا عن لعبة الديمقراطية.
لا شيئ في الجزائر يبعث على الارتياح منذ مرض الرئيس بوتفليقة، انها الحقيقة و ليس رأيي. ليس بسبب المرض و لكن بسبب التمسك بالكرسي و ظهور جماعات الظل التي ترى انه حان الوقت لاستبداله باخر، ليبدأ الصراع المعروف في الجزائر بخطورة انشطاره و انعكاساته على الاوضاع الداخلية للبلاد، و التي يدفع ثمنها المواطن الجزائري المغلوب على أمره. فكلا الجناحين يبحثان عن الكرسي دون الرجوع الى هذا المغلوب على امره الذي تعتبر استشارته ضرورية لان الامر يتعلق به و بمستقبله، لكن اصبح هذا المواطن رهينة صراع الاجنحة حول الكرسي الرئاسة، و يطرح التساؤل ان كان هذا الصراع سيحدث لو كان الامر يتعلق بكرسي بلد لا يتوفر على الثروات الغزيرة و من كل الاصناف؟
اللوم على الجميع و اللعنة على من يرهن مصير الجزائر. فلو انسحب الرئيس بوتفليقة بعد مرضه مباشرة و خرج للجزائريين يخاطب انه ليس بمقدوري اتمام المسيرة بسبب المرض، و اعلن عن انتخابات رئاسية مبكرة، لتم نقش اسمه بأحرف من ذهب يبقى خالدا الى يوم الدين، هذا حقيقة حسب رأيي، لكن حب الكرسي يسقط امام كل الحب. كما ان لو اهتم رجالات الظل بمسؤولياتهم و تركوا امر الكرسي للصندوق و حافظوا على اصوات الشعب الجزائري، في لعبة ديمقراطية قيمة، لما بلغ تخوف الجزائريين من 90 يوما التي تفصلهم عن الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 17افريل، حد الارتباك و الارتعاش. و هذا ايضا حسب رأيي.
بقلم الاعلامي: علي ياحي
aliyahi2010@hotmail.fr