فلسطين – مها عواودة: مع استمرار الانتفاضة الفلسطينية لأكثر من 50 يوماً في كافة  الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة احتجاجاً على جرائم المحتل الإسرائيلي ومستوطنيه الإرهابيين الذين يتعمدون قتل الفلسطينيين والتهام أراضيهم وتدنيس مقدساتهم وتهويدها، يصر الفلسطينيون المنتفضون على تحرير أرضهم ودحر المحتل الصهيوني عنها بالحجر والسكين.

"المستقبل" التقت القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ أحمد المدلل وتوقفت معه حول انتفاضة القدس وما إذا كانت ستتطور لتصبح مسلحة.

المدلل أكد في حديثه لـ"المستقبل" على اصرار الشعب الفلسطيني على الاستمرار في انتفاضة القدس لأنها خياره الوحيد الآن بعد أن فشلت كل الخيارات الأخرى خصوصاً الخيار التفاوضي الذي أكد إخفاق السلطة والذين وقعوا على أوسلو ويؤكدون اليوم أن  إسرائيل لم تعطيهم إلا مزيداً من الوهم والسراب".

المدلل لفت الى انه " أمام  الجرائم  الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني وضد الأرض الفلسطينية وضد المقدسات وكذلك التهويد الذي يتعرض له المسجد الأقصى ومدينة القدس  والتوسع الاستيطاني الذي انتشر بالضفة الغربية ولم يبقي للفلسطينيين أرض في الضفة الغربية حتى يقيم عليها الفلسطينيون , سيواصل الفلسطينيون انتفاضتهم لأن العدو المجرم لا يفهم إلا لغة القوة ولغة الدم ولغة العراك وشعبنا اختار هذا الخيار لأنه لا بديل ولا خيار له لتحرير الأرض ودحر هذا العدو الصهيوني سوى هذه الطريق".

وبحسب القيادي الفلسطيني، فإن الانتفاضة في اشتعال , حيث كانت قد بدأت بانتفاضة الحجر ثم ثورة السكاكين وعمليات الدهس وكلها عمليات النوعية ضد المحتل وقطعان المستوطنين ,مشيراً إلى أن العدو لا يمكن أن يتم دحره عن الضفة الغربية إلا بنفس النهج والوتيرة التي تم دحره بها من قطاع غزة داعياً المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية أن يفعلوا أدواتهم في وجه هذا العدو حتى يتم دحر هذا الاحتلال .

  المدلل توقع ان تتطور الانتفاضة في الوقت الذي يواصل المحتل الصهيوني جرائمه "فلا غنى  من أن تتطور إذا أردنا أن نردع هذا العدو الصهيوني الذي لا يفهم إلا لغة الحرب ولغة الرصاص ,العمليات الأخيرة في تل أبيب أحدثت هاجساً أمنياً للعدو  وأحدثت إرباكاً كبيراً جداً في صفوف المجتمع الإسرائيلي وأعتقد أن الانتفاضة ستتطور وستتدحرج إذا استمر هذا العدو في إمعانه في إجرامه ضد شعبنا ولا نستبعد أي خيار إلا خيار المقاومة في وجه هذا العدو الصهيوني والانتفاضة هي التي  تصنع أدواتها ومن أدواتها المقاومة المسلحة ".

 تصميم على دحر الاحتلال

   وعن إمكانية أن تتطور المواجهة مع المحتل لتشمل عمليات مسلحة قال المدلل:"لا يمكن أن يكون الشعب الفلسطيني هو الخاسر في  انتفاضة القدس، يجب أن يشعر العدو الصهيوني بالوجع وبالألم ويجب أن يشعر أيضاً بالخسارة ويجب أن يكون احتلالاً مكلف الثمن، ولا نستبعد أبداً إذا استمر هذا الإجرام أن تنطلق العمليات المسلحة في كل شبر يحتله العدو الصهيوني ,اليوم نحن أمام لحظة تاريخية,  شعبنا مصمم على دحر الاحتلال ,وأنا أعتقد أن هذه الانتفاضة جاءت في مرحلة عصيبة  تمر بها القضية الفلسطينية خصوصاً في ظل الغياب الاهتمام العربي والإسلامي وفي ظل الانقسام الفلسطيني الداخلي ".

وعما إذا ماكان المحتل الصهيوني مصر على التصعيد في قطاع غزة لتغطية جرائمه في الضفة والقدس قال المدلل:" نتنياهو يعيش اليوم حالة إرباك  ولا يعرف ماذا يفعل وكنا حريصين على أن لا يصدر نتنياهو أزماته إلى غزة ولا إلى غيرها لذا نحن نعمل على دعم وإسناد الانتفاضة في الضفة الغربية  ونقول قد يرتكب العدو الصهيوني أي حماقة وأي عدوان ضد أهل قطاع غزة ,لكن أعتقد أنه سيحسب ألف حساب خصوصاً أمام تطور أداء المقاومة التي استطاعت أن تضع معادلة جديدة في الصراع مع العدو الصهيوني معادلة الردع وقد ضربت العدو الصهيوني في عقر داره وهو يعلم  ذلك أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا حدث أي عدوان ضد شعبنا في قطاع غزة "

المدلل اكد في حديثه ل "المستقبل" على "أن الفصائل الفلسطينية ليست غائبة عن الفعل ,هناك تنسيق مستمر مابين الفصائل من أجل تكثيف هذه الانتفاضة ومن أجل أن تؤدي دورها الحقيقي وتحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني,فالفصائل موجودة وأبناء الفصائل هم الذين يخوضون معارك الحجارة والسكين ضد العدو الصهيوني وهم الذين يقومون بهذه العمليات النوعية بلا شك والفصائل في حالة تنسيق مستمر فيما بينها من أجل دعم وإسناد هذه الانتفاضة ". "/المستقبل/" انتهى ا ع