تونس - في النزاعات والحروب والعمليات الإرهابية، يجد الإعلام نفسه محتاراً في كيفية التعاطي مع المشاهد "المروّعة" التي يجد نفسه مضطراً للتعامل معها، وغالباً ما يسقط، خصوصاً الإعلام العربي، بالمحطورات.
وهذا تماماً ما حصل في تونس، حيث تسبّب عرض صورة لرأس طفل مقطوع على القناة الحكومية التونسية بإقالة رئيس تحرير قسم الأخبار فيها من منصبه.
هيئة التلفزيون أعلنت قرار عزل حمادي الغيداوي بسبب عرض الصورة خلال موجز الأنباء، مما خلفت حالة استنكار شديدة لاسيما من نقابة الصحافيين التي بادرت إلى نشر بيان استنكار شديد اللهجة ضد ما أسمته تجاوزات إعلامي.
الطفل البالغ من العمر 16 عاما كان في الجبل يرعى الغنم بصحبة قريبه بريف ولاية سيدي بوزيد، قبل أن تعترضه مجموعة إرهابية وتقطع رأسه، وفقا لمصادر أمنية.
ابن عم الضحية قال بدوره انه بينما كانا يرعي الأغنام في الجبل ظهرت مجموعة مكونة من 4 عناصر قاموا بإلقاء القبض عليهما ثم استجوابهما حول أسباب تواجدهما في هذه المنطقة، فأخبرهم الطفل المقتول أن الجيش طلب منهما أن يرعيا في هذه المنطقة وأن يبتعدا عن المنطقة العازلة.
إجابة الطفل أثارت مخاوف الإرهابيين فقاموا بالاستيلاء على 5 رؤوس من الأغنام ثم قطعوا رأس الصّبي وسلّموه لابن عمه قائلين له: "سلم هذه الأمانة إلى عائلته".
كما ان الحادث أثار مخاوف بين السكان وأقلق السلطات الأمنية التي قالت أن الجماعات الإرهابية تقوم بحرب نفسية ضد المجتمع والدولة. "/المستقبل/" انتهى ل . م
|