Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2015-11-03 13:30:52
عدد الزوار: 8554
 
جميعنا أبطالك أيتها الحرب
 
 

حين استولت على بلادهم الحرب ، لم نبخل نحن عليهم أبداً ، وجميعنا ساعدنا وقدمنا كل ما نستطيع إلا الخير ، منّا من قدّم الطائرات ، ومنّا من قدّم الدبابات ، ومنّا من قدّم الصواريخ ، ومنّا من قدم اﻷسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ، ومنّا من أخذ على عاتقه تأمين البراميل المتفجرة جداً والعبوات ، ومنا من قدم الجنود والعتاد والعهود .. وهكذا والحمدلله جميعنا قدمنا كل ما نقدر عليه وأكثر، ولم نبخل بشيء على اﻹطلاق .. 
ولما لا ...؟!
إنها الحرب التي نحقّق كل حقدنا وطمعنا وجشعنا بها ، إنها الحرب التي قد تفعل المعجزات ...
إنها الحرب التي تزداد وتتضخم فيها الطموحات ...
هي خمس سنوات مضت ولا نظن بأنها قد تشهد مثيلها الحياة ، نوع الموت ، وكمية الموت ، وبراعة الموت وأدوات الموت جميعهم أسسوا وأكدوا على جعل الحضارة التي كنا نتغنى بها ، تخبئ وجهها وتتوارى خوفا أو خجلا أو إحتراما لكل هذه التراجعات ...
ونسأل أنفسنا .. بعد كل هذه المآسي القاهرة التي عاشها وبتفاصيلها كاملة هذا الشعب السوري المسكين ، كيف سيكون وضعه النفسي ، أي جيل سيأتي من هناك للحياة ، أي تفاؤل سيصدقون ، أي أمل سيعيشون ، وهل سيقدرون ..؟؟!
وهي سنمد لهم الدعم المعنوي والنفسي قبل أي شيء كما فعلنا بالسلاح والموت لننتشلهم من ذاك البئر الذي من الصعب ان نعرف الى أين وصل في العمق ...
نعم هي ضغوطات نفسية قاهرة حاصرتهم وسيطرت عليهم وامتلكتهم هذا اذا كنا نتكلم عن الكبار ، فما بالك إذا تكلمنا عن الأطفال الصغار ، خاصة أن جزءا كبيراً من هؤلاء الأطفال فقدوا ذويهم، وباتوا من أبناء الضحايا والشهداء، وهجروا من منازلهم وحرموا من مدارسهم.
فهل الى جانب هذا الدعم سنقدر ان نؤمن لهم ايضا العلاج النفسي المطلوب خاصة بعد إنخفاض عدد الأطباء النفسين في سوريا من 120 طبيباً قبل الحرب إلى 72 طبيباً فقط بسبب الهجرة، وأنّ هذا العدد قليل جداً فهو لا يكفي لمقابلة المرضى ذوي الحالات النفسية الشديدة إلا مرتين في السنة، وبالتالي هو حتما غير قادر على تقديم الخدمة المطلوبة.
إذا الحل سيكون ربما في تحريك كل الفعاليات المهتمة بالخدمة الطبية النفسية الاجتماعية، كتدريب الأشخاص الذين يعملون بعلم النفس وأيضاً الأطباء المختصين بالداخلية والطب العام من أجل تقديم الخدمة الأولية النفسية الإسعافية، في حين تترك الحالات الأكثر تعقيدا للأطباء الاختصاصيين، إضافة إلى فتح مراكز عيادات وأقسام في جميع المستشفيات العامة، لأنه لم يعد لدى الناس هاجس الخوف أو الخجل لإخفاء مشاكلهم النفسية كما كانوا يفعلون سابقاً وربما ذلك من فوائد الأزمة أنها جعلت الناس تدرك بشكل واضح وصريح أهمية وضرورة العلاج النفسي .
فاﻷب الذي ما استطاع حماية أطفاله لن يتردد بعد اليوم في أن يرفع صوته في أي مكان في العالم ..
والمرأة التي رأت زوجها يقتل بأبشع الطرق أمام عينها لن تتردد في إشهار سيف عنفوانها ..
والصبية التي رأت حبيبها خبرا مقطعا على التلفاز حتما ستقفز فوق كل الموانع لتكشف عن جرحها ووجعها ..
واﻷطفال الذين فقدوا أرجلهم وأيديهم بماذا يا ترى بعد اليوم سيلعبون ، فإن فتحنا لهم الباب سيقولون كل أحلامهم الخائبة  ....
يبدو اننا جميعنا بتنا بحاجة ﻷطباء نفسيين ﻷننا بتنا نصدق موتنا وقهرنا وضعفنا وعجزنا وهنا تكمن الهزيمة الكبرى . "/المستقبل/" ( بقلم : ميسون منصور ) 

Addthis Email Twitter Facebook
 

كلمات و مفاتيح :

 
 
 
 
أخبار ذات صلة
 
Al Mustagbal Website