كعادته يطل اﻷمين العام لﻷمم المتحدة السيد بان كي مون أنيقاً خفيفاً رشيقاً حتى في اللحظات الصعبة والقاتلة والحرجة جداً ...
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الفلسطينيون الموجوعون المفجوعون بفارغ الصبر حضوره المبارك ، ليكون له كلمة الحسم التي يأملون ان يكون فيها الشفاء بعد معاناة قاهرة اقوى من قدرات اﻹنسان على التحمل ، جاء ليطلب من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وبإنصاف كامل وتوازن واعتدال بإنهاء دوامة العنف ، لأنه لا يمكن حل هذا الصراع التاريخي بالطرق العسكرية التي لن تنتج الا العنف ثم العنف ثم العنف ....
وربما في هذا التفهم واﻹعتدال شيء من القوة العاقلة التي نحتاجها في هكذا خلاف من الصعب ان ينتهي بليلة وضحاها ، هذا ما بدا واضحا في رؤية الرجل الحريص على أن يكون للجميع بلا أي تخاذل .
فدعا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وقادتهما إلى وقف أعمال العنف والعودة إلى المفاوضات السياسية ، كذلك دعا الإسرائيليين إلى الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة ....
السيد بان كي مون لم يذهب ليقف بين النارين ليعلن موقفه ، فكل ذلك كان في رسالة ....
نعم هي رسالة وجهها إلى الشباب الفلسطيني ودعاهم إلى تحويل الإحباط واليأس الذي يشعرون به بسبب تعثر عملية السلام إلى دافع قوي للسلام في سبيل التغيير .
التغيير الذي لا بد ان يكون وان تأخر قليلا...
وعرف بان كي مون كيف يوجه دعوته للزعماء الفلسطينيين أيضاً الى تحويل طاقة الشعب الفلسطيني إلى الوسائل السلمية من أجل تحقيق رغباته وأحلامه والرجوع عن العنف الذي لن يجدي ، وفي الوقت نفسه لم يخف تفهمه لمخاوف الإسرائيليين الأمنية، معتبراً أن من حقهم أن يتخذوا إجراءات أمنية تجاه التصعيد الأمني في الأراضي الفلسطينية ...
وهكذا تبقى البندقية تقول كلمتها ، ويبقى الدم في سقوطه فوق تراب القضية ، حتى يجيء الوقت الذي يأخذ كل صاحب حق حقه .... ( بقلم : العابرة )
|