تونس- سامي السلامي: منذ استقالة مؤسس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي في العام 2014، يشهد الحزب منذ ذلك الوقت انقسامات وصراعات بين قياداته وتياراته اليسارية والدستورية المتناقضة فيما بينها، عنوانها الزعامة ومواقع اتخاذ القرار وهوية الحزب.
انعكاسات ومستجدات هذا الصراع التي ساهمت فيها بدرجة كبرى لوبيات المال السياسي، وصلت الى حدّ ارباك المسار الحكومي وتفجير الوضع الأمني واثارة البلبلة، من خلال دفع لزهر العكرمي الوزير المكلف بالعلاقات مع مجلس نواب الشعب المحسوب على الشق اليساري في الحزب الى الاستقالة، ومحاولة اغتيال النائب ورجل الأعمال رضا شرف الدين المحسوب على الشق الدستوري الذي يتزعمه نجل رئيس الجمهورية حافظ قائد السبسي، وربط هذه الجريمة السياسية التي وقعت في مدينة سوسة وسط الأسبوع المنصرم بالصراع الدائر بين قيادات وتيارات الحزب الحاكم، حزب نداء تونس.
أوضاع حزب نداء تونس تنبؤ بالتدهور
وبات جليا للمتابعين للشأن السياسي التونسي أنّ الأوضاع داخل حزب نداء تونس تنبؤ بالتدهور وبمزيد من الانقسام، خصوصا اثر محاولة اغتيال النائب رضا شرف الدين، وما أعقبها من تصريحات خطيرة وحقائق صادمة أعلنتها وكشفتها للرأي العام قيادات بارزة في صفوف الحزب، وأطراف فاعلة ومتنفذة لها علاقة مباشرة بالصراع والتناحر بين التيارات المكونة لنداء تونس، تصبّ جميعها في خانة استغلال الوضع بغية تمرير أجندات و ضرب الخصم، دون مراعاة للظرف الصعب الذي تعيشه البلاد على جميع المستويات.
|