عندما أغمض عينيه الرجل ، وهو لم ينه العقد الخامس بعد ، لم ينتبه أحد أنه مات ...
ثمة امرأة بقيت ترقص ، وشاب يسرح شعره ، وطفل يلعب في الطرقات ، أنا حقا لا أعرف ، كيف يبلغ الموت من لا يملك إسما في هذه الحياة .....؟!
لكن عندما توفيت السيدة والدة السيد ......... صاحب المال والجاه وهي على وشك ان تتخطى المئة عام ، كتب لها القيمون على الحزن في بلدها
( باكراً رحلتِ يا أم الجميع )
( كيف تجرأ الموت على اختطاف الحنان باكراً )
( سنفتقدك الى اﻷبد يا ام اﻷمهات )
طبعا نحن لا نريد التشكيك بقيمة السيدة الراحلة بل وعلى العكس نحن نؤكد أهمية ومكانة الكبار ، الكبار حقا يحدثون فراغا عندما يرحلون ، لكثرة ما عملوا على صناعة وجودهم ، وجاهدوا ليؤكدوا حضورهم ..
لكن بالمقارنة مع التجاهل الذي رأيناه في الحالة اﻷولى ، لجأنا الى هذه الكلمات التي لم نشأ من خلالها الى اﻹضاءة على الرؤية الخاطئة للمجتمع والتمييز الظالم على قاعدة قل لي ماذا بحوزتك ﻷعرف كم أحبك ...!
أو قل لي ماذا تملك ، كي اعرف كيف أحزن ...!!!
وكم كنا نأمل لو يأخذ الحب شكلاً آخر
لو يأخذ اﻹحترام شكلاً آخر
كي يأخذ الحزن شكله الطبيعي في المكانين ...
ومن جهة ثانية ولﻷسف لحد اليوم لا زلنا ننظر الى الموت على انه كارثة ، على انه هزيمة ، على انه انكسار ، ولا نعرف سبب هذه الرؤية الخاطئة ، فهل الذهاب الى الله الى سعادة علينا ان نحلم بها وننتظرها ليل نهار ....
نعم الموت في أوانه لا يشبه إلا الحل أو المخرج لمغادرة اﻹنسان هذا المكان الذي لم يعد له بالكثير من الكرامة واﻹحترام ، فقط لو انتبهنا .. بقلم : العابرة
|