قد نبرّر للحيوانات حيوانيتها ، لﻷسود هيمنتها ، للذئاب مكيدتها ، للضباع خبثنتها ، للثعالب حيلتها ، وللقطط جوعها المتكرر ، وللكلاب أحيانا خروجها عن وفائها واخلاصها ومحبتها ..
لكن أن نبرر لﻹنسان خروجه وإبتعاده عن إنسانيته بهذا الشكل هذا ما لا يقبله عقل ، ولا تصدّقه عين ، ولا يحسن النطق به وبتعريفه لسان ..
هذا لﻷسف ما حصل في الهند ، بلاد الفقر والهم والحرمان ، وطبعا نحن هنا لا نريد ان نشير بأن هذا الذي دفع ﻹغتصاب طفلتين صغيرتين جماعيا في العاصمة الهندية نيودلهي ، اﻷمر الذي جعل الغضب يسكن اهلهم وذويهم وجميع من سمع الخبر .
وبعد تحقيقات الشرطة الواسعة كشفت بأن الحادث الأول وقع عندما خطف رجلان الطفلة اﻷولى والتي تبلغ من العمر سنتين ونصف فقط ، وكان ذلك خلال أداء مراسم دينية في منطقة نانغلوي غرب العاصمة نيودلهي ، ولﻷسف الشديد تعرضت للإغتصاب وتم رميها في حديقة عامة قرب منزلها، حيث تم العثور عليها وهي تنزف بغزارة بعد ساعات من اختفائها بمنظر يتخطى اللا منطق الذي نشاهده في افلامهم الغريبة .
وفي الحادث الثاني اغتصبت طفلة في الخامسة من عمرها من قبل ثلاثة رجال تناوبوا عليها كالكلاب المسعورة جماعيا في منطقة أناند فيهار شرق العاصمة، وذلك بعد استدراجها الى منزل قريب من منزلها .
وكذلك تم رميها بالقرب من مكان الحادث بوضع مأساوي لا يوصف ، وتمكنت التحقيقات من كشف الجناة وسوقهم الى السجن الذي نرجوا ان يأخذهم الى ما يستحقون من عقاب ...
وتخضع الطفلتان الآن لعلاج طبي ونفسي،لربما يتم اعادتهم الى الحياة بخطواتها اﻷولى عل الذاكرة تستطيع التخلص من تلك الفضلات القاتلة .
والحل .. أين هو الحل .. كيف سنستطيع التخلص من هذا اﻹجرام الذي يتزايد ويتزايد بلا أي مبالاة لشيء ..
نظن بأن العقاب وحده هو الحل ، نعم العقاب القاسي الذي يجعل باقي المجرمين يترددون قبل ارتكاب الجريمة.
وليكن اﻹعدام هو العقاب ..نعم وحده اﻹعدام هو الرادع الذي يجعل المجرم يعد للعشرة وربما للمئة وربما للمليون . وهكذا يكون اﻷهل الذي تركوا ابنتهم تمشي لوحدها قد عثروا عليها من جديد . ( بقلم : أريج سلمان )
|