زغردي كما شئت أيتها اﻷم الفرحة بإستشهاد ولدك على درب فلسطين ، وضمي وشمي بإمعان آخر قميص لامس جسده العظيم .. وأنت ايها اﻷب المشتعل القلب على القاء نظرة الوداع اﻷخيرة ، الطم وجهك واحفر في جسد الوجع ألمك الصارخ .. وأنتم يا إخوته حاولوا أن تبكوا بهدوء وبلا أي حركة أو صوت أو إزعاج ﻷذان العرب ...
ويا شباب الثورة ، يا من تنتظرون وصوله كي ترفعونه كقلعة شامخة فوق اﻷكتاف ، عودوا الى بيوتكم ، أقصد الى الطرقات واشهروا سكاكينكم في وجه المحتل الذي لا يرحم .. فالخبر الذي سنعلنه لكم حتما سيشكل الصدمة. لقد قررت إسرائيل عدم إعطائنا جثامين الشهداء ،
لماذا ........؟!
ربما كي لا نفرح بها ..
ربما كي لا نرقص بها ..
ربما كي لا نحتضنها ونرفعها عاليا ونقسم بها على متابعة الموت ﻷجل فلسطين ...
ربما كي لا نغضب ونثور ونزلزل اﻷرض ونحن نزرعهم كشتلة أمل في ترابنا الموجوع ...
نعم .. هذا ما أعلنه المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الإسرائيلي "الكابينت" حيث أقر باﻷمس وبلا أي تردد طلب وزير الأمن الداخلي جلعاد أرادان ، وهو عدم إعادة جثث منفذي العمليات إلى عائلاتهم ، وتلك الحكومة اللعينة تدرس حاليا إمكانية قيام الجيش الاسرائيلي بدفن هؤلاء في أماكن ما ستخصص لهذا الهدف ،
وصرح أرادان إنه من الضروري عدم السماح بإقامة جنازات لمنفذي العمليات"،لأنّ "هذه الجنازات سرعان ما تصبح مظهراً من المظاهرة المؤيدة للإرهاب والتحريض".
وهذا ما لن نسمح به ، وسنعمل كل ما بوسعنا ﻹغلاق أي نافذة في وجههم ...
فللشهداء اﻷسرى نقول ، لا أمن ولا أمان بعد اليوم ﻷحيائهم وأمواتهم ولينتظروا الرد الذي لن يتأخر ... ( بقلم : منال شرف الدين )
|