ومن جديد أصبنا الهدف ، وأمسكنا بالفكرة التي تمنينا بأن لا يلجأ التنظيم اﻹرهابي داعش ﻹعتمادها ، وكنا قد كتبنا في إحدى مقالاتنا السابقة هنا ، بأنه ماذا لو بدأ داعش يعمل على استغلال اﻷسرى الذين بحوزته كدروع بشرية، وهو الذي يدرس وبشكل يومي جميع اﻹمكانيات لتأمين حماية عناصره من القصف الروسي الذي بدأ يطاله في اﻷماكن الصعبة جداً ..
وما حصل في مدينة الرقة باﻷمس هو استعادة ما كان يُعرف بنظام “السخرة” في السجون العربية، حيث كان يُجبر عليها المحكومون بالأعمال الشاقة ، وهكذا تنجز الحكومات مشاريعها على ظهر الكثيرين من المظلومين . ولﻷسف هذا ما لجأ إليه التنظيم مؤخراً ، فأجبر المسجونين لديه على حفر خنادق عميقة وطويلة جداً ليحمي عناصره من أي هجوم بري وشيك أو من قصف الطيران الروسي لمواقعه. وبالفعل نجحت الخطة التي كان أول غيثها مقتل 12 سجيناً قضوا في غارات لطيران التحالف على معسكر “الكرين” التابعة لمدينة الطبقة بريف الرقة . وفي مكان آخر سقط 6 آخرون في الطريقة نفسها .والمساجين الذين يتم تسخيرهم في الحفر صغار في السن أو أطفال ، تتراوح أعمارهم بين 16 و17 سنة...
نعم انها الحرب التي لا قوانين لها ، وحده الموت غرابها الذي ينعق ليل نهار ، ولا يشبعه نهر الدم الذي بات يعلو يوما بعد يوم ...
|