سادتي الغير آبهين لنا، المطمئنين جدا عن حالة الطقس واستقرار سعر صرف الدولار ، وكمية المياه الجوفية  ، وعدم خروج أي كوكب عن مساره  ..واستقرار حالة العنف في البلاد السوداء ..
سادتي .. نطمئنكم نحن لسنا بخير ..
ونريدكم أن تطمئنوا كل المتجاهلين ، الغير آبهين ، الغير معترضين ، بأننا جميعا لسنا بخير  ...
ما من بلد إلا وقد دُمّر ، ما من بلد إلا وقد أُحرق ، ما من بلد إلا وقد شُُرّد شعبه ، ما من بلد إلا وقد حُطّمت أحلامه وآماله .. وما عاد يملك نقطة أمل واحدة ...
نطمئنكم نحن لسنا بخير ، ولا تخافوا .. إذا بقي حجر فوق حجر عن طريق الخطأ أو السهو فرؤساء بلادنا تعهدوا بإتلافه .. وبالقضاء على كل حبة تراب بقيت صامدة في وجه الظلم المحلي الصناعة ...! 
نطمئنكم نحن لسنا بخير .. لم يعد لدينا ما نفكر به ، لم يعد لدينا ما نحلم به ، ولم يعد لدينا ما نخاف عليه ...
ألموت الذي لطالما أرعبنا وغير من مزاجاتنا هو اليوم مجرم فكرة .. فكرة ليست مزعجة .. فكرة تبدو وكأنها الحل ، لما يدور في رؤوسنا من قلق وخوف من ضبابية اﻷيام اﻷتية ...
سادتي ..لا تزعجوا أنفسكم بدفن جثثنا .. 
لا ترهقوا أجسادكم بالحفر ..
ان شئتم ..اشعلوا النار فيها ..وانثروا رمادها في كل مكان في اﻷرض ..
وان نبت العشب وبيده الحقد عليكم ..لا تخافوا ..
انها بداية القضية ..يا اخوتي في اﻹنسانية ... (بقلم : منال شرف الدين)