قد تشعر أحياناً بأنك لعبة في أيدي اﻵخرين ، فتزعجك الفكرة ، وتبدأ بالتعبير عن رفضك ولو بأبسط الوسائل ، بكلمة أو بجملة أو بصرخة أو بكتابة منشور صاخب جداً  وترميه بالنفايات لشعورك بعدم جدواه ... 
لكن ماذا لو تأكد لديك اﻷمر ..؟ 
ماذا لو وجدت أو تأكدت بأنك لست سوى حجر شطرنج في لعبة عابرة .. تتحرك وتنهض وتنام وتأكل وتجوع وتبقى على قيد الحياة أو حتى تموت ، وكل هذا بأيدي وبمزاج ومزاجية اﻵخرين .. الذين بحسب ما يناسب مصالحهم يحددون مصيرك .. ألحرب هي لعبة الكبار ، الحرب التي ينفذها الصغار ، الصغار الذين يولدون ويكبرون ويحلمون بأن تهدأ النار يوما ما ليبنوا حياتهم كما وعدوا آباءهم ، وإن ماتوا ينزلون اﻷرض برتبة شهداء .. آه كم هم مساكين أولئك المساكين ، لو يعلمون كم هم مساكين أولئك المساكين ...!!!
اليوم وفجأة وبعد كل هذه السنوات تكتشف أميركا بأنها يجب أن تحارب اﻹرهاب ، سابقا كانت المشكلة وما زالت ماذا لو استفاد بشار ، ماذا لو انتصر ...؟! 
وهل سيهزم بشار أكثر مما هو عليه اﻵن .. ؟؟!! 
بعد أن أصبح رئيسا لبلد بلا بيوت وبلا بشر حتى بلا قبور بعد حفرت الصواريخ كل اﻷمكنة هناك ...
اليوم يفاجئك الخبر بأن واشنطن أعلنت فرض عقوبات على عدد من كبار قادة تنظيم "داعش" الإرهابي، وشخصيات مالية بالتنظيم، وصنفت جماعات إضافية وشخصيات على أنهم مقاتلون إرهابيون أجانب ، وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية أنها فرضت عقوبات على 15 شخصية من "داعش" منهم مؤيدون ومساعدون....
ولماذا كل هذه التسرع ، انتظروا حتى يموت البحر والسماء والشمس والقمر  أيضاً .. كيف تجرأتم على أخذ القرار ..ألله ما أجرأكم ..ما أروعكم ، كم نحن فخورون بكم ...
ليجيء بعدها آدم جيه سزوبين القائم بأعمال وكيل وزير الخارجية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية ويقول  "ستظل وزارة الخزانة على موقفها الذي لا يلين بشأن تجفيف الموارد المالية لداعش، وحرمان هذه الجماعة الإرهابية العنيفة من الاستفادة من النظام المالي الدولي"...
جميل .. خطوة صائبة وإن تأخرت كثيراً ... 
خطوة ضرورية وإن تأخرت كثيراً ... 
خطوة تعتبر بداية وقف تدفّق الدم الى القلب وإن تأخرت كثيراً ... 
خطوة كان لا بدها يا بلاد السلم والسلام ولكن تأخرت 
نعم تأخرت .. كثيراً كثيراً  كثيراً ... (بقلم : ميسون منصور )