الخرطوم -  عزمي عبد الرازق: لم يعد انضمام الفتيات السودانيات إلى داعش خبراً مثيراً في الصحف، بقدر ما أصبح كابوساً يقلق الأسر السودانية، مما اضطر نواب بالبرلمان إلى مطالبة السلطات بالتشديد في خروج السودانيات ومنعهن من السفر دون ولاة أمورهن، وكشفت أسرة أحدى الفتيات لـ «المستقبل» عن تسلمها رسالة نصية عبر الهاتف مطلع الأسبوع الماضي تفيد بإلتحاق إبنتهن بصفوف «داعش» ومعها أخريات، وعندما حاولت الأسرة الإتصال بالرقم العالمي الذي جاءت منه الرسالة وجدته مغلقاً، فيما تحدثت تقارير صحفية عن انضمام فوج رابع مكون من (7) فتيات إلى صفوف داعش، وانتقالهن عبر مطار الخرطوم دون توقيفهن، واتهمت أسر بعض المفقودات جهات في مطار الخرطوم بتسهيل سفر بناتهن.
يذكر أن السودان شهد خلال الأشهر الأخيرة ارتفاع موجة الطلاب الملتحقين بتنظيم داعش، ومن جامعة العلوم الطبية التي يملكها وزير الصحة السوداني بولاية الخرطوم مامون حميدة، سافر حوالي (12) طالب طب إلى سوريا، من بيهم إبنة المتحدث بإسم وزارة الخارجية السودانية علي الصادق، وفي شهري مايو ومارس الماضيين غادر حوالي (27) طالب سوداني للإلتحاق بداعش، معظمهم من حملة الجوزات الأجنبية، ليضاف لهم فوج ثالث مكون من أربعة فتيات، بينهن التؤام «أبرار ومنار»، وأفادت معلومات صحفية أن عملية الإستقطاب تمت عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وأحياناً من داخل الجامعة، فيم تشتبه السلطات في شبكة تقوم بتجنيد الطلاب وارسالهم إلى داعش، إلا أنها لم تتمكن من وضع يدها عليها.
والد التؤام «منار وأبرار» عبدالسلام العيدروس قال لـ «المستقبل» أنه لم يتلقى رسالة من إبنتيه تفيد بإنضمامهن إلى داعش، مستبعداً في الوقت نفسه سفرهن إلى سوريا، وأضاف أن منار وأبرار لا زلن موجودات في الخرطوم وربما تم اختطافهن، وأعلن عبد السلام عن (100) ألف جنيه سوداني حافز لمن يدلي بمعلومات عن إبنتيه.
من جانبه اعتبر الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي في حديثه لـ «المستقبل» أن الوسطية والاعتدال لاتجد دعما كما يجد التطرف والغلو، في حين أن الكثير يشكو من ضرر ظاهرة الغلو وتناميها بشكل ملحوظ لدرجة وصول الحال الي اقتحام الأسر والاعراض السودانية، بعد ظهور انضمام فتيات يافعات لـ «داعش» دون إذن أو مشاورة أهاليهن، الامر الذي ازعج الجميع، وأضاف الكودة أن الاكتفاء بالشجب والبكاء والاستنكار لظاهرة داعش دون التخطيط لمحاربتها بوضع استراتيجية للعمل والمناداة بالتكاتف والتعاون لا يجدي شيئاً، لافتاً إلى ضرورة نشر وتمليك المسلمين عامة لاسيما أوليك الشباب نوعا من أنواع الفقه الغائب الذي يعالج الظاهرة من جذورها . "/المستقبل/" انتهى ل . م