الرباط – أحمد برطيع: كما بدأت على ما يبدو ستنتهي الحملة الانتخابية في المغرب، باتهامات بالفساد والمتاجرة بالمخدرات ورفع دعاوى قضائية. كما تميزت الايام الاخيرة للحملة الانتخابية بتسابق الوزراء المرشحين على التقاط الصور التذكارية مع الفقراء، و(تشييرها) على صفحات الفيسبوك، في خطوة تهدف الى جمع المؤيدين.
اتهام قياديي "البام" بالإتجار بالمخدرات
كال عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة وأمين عام حزب العدالة والتنمية اتهامات ثقيلة لخصومه السياسيين، حيث اتهم مرشحي حزب الأصالة والمعاصرة الخصم اللدود المعروف إختصارا بـ(البام)، وخصوصا إلياس العماري نائب الأمين العام للحزب، بالاتجار في المخدرات الصلبة.
 موقف بنكيران اطلقه مساء الأحد الواقع في 30 أغسطس الماضي أمام تجمع جماهيري لأنصاره قائلا ان اموال المخدرات هذه تصرف على الليالي الحمراء والرقص مضيفا أن "رائحة تلك الأموال قد فاحت".
بنكيران لم ينسى غريمه الثاني أمين عام حزب الاستقلال حميد شباظ، الذي وصفه بالفاسد، مذكرا إياه كيف كان قبل ثلاث سنوات، موجها خطابه إليه: ان عمدة مدينة فاس الذي لم يكن يملك سيارة طيلة حياته، اشترى اليوم لأبنائه سيارات فاخرة بـ 80 ألف دولار.
البام يجر رئيس الحكومة إلى القضاء
قيادات البام لم تقف مكتوفة الأيدي أمام اتهامات رئيس الحكومة وأمين عام حزب العدالة والتنمية، بل صرح نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري للإعلام أن حزبه عازم على مقاضاة عبد الإله بنكيران على تصريحاته.
عبداللطيف وهبي، مرشح حزب البام في منطقة (سوس ماسة درعة) وفي تصريح صحفي الإثنين الماضي قال ان بنكيران اتهمه باستعمال أموال المخدرات في الانتخابات، مؤكدا أن هذا الأمر دفعه إلى رفع دعوى قضائية يوم الثلاثاء الماضي الواقع في 1 سبتمبر 2015 لدى النيابة العامة بهدف فتح تحقيق في هذه الاتهامات."
إرحل.. تلاحق رئيس الحكومة
كما انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية التي انهمكت فيها الأحزاب السياسية في الحملة الانتخابية، فيديوهات المشترك بينها شعار واحد يرفع في وجه رئيس الحكومة وأمين عام حزب العدالة والتنمية حيثما حل وارتحل، في كل زياراته، لشمال المملكة وجنوبها وشرقها وغربها.
فيديوهات يرفع أصحابها شعار "ارحل"، من مدينة تازة (شرق) التي حاصر فيها الشباب عبد الإله بن كيران ومنعوه من إلقاء خطابه، ولم ينقذه إلا القوة العمومية التي حلت بالمكان وسهلت انسحاب الوزير، ونفس الشيء وقع معه في مدينة تطوان شمال المغرب، حيث رفعت لافتات كتب عليها "إرحل" ثم لاحقته هذه الكلمة في جولاته، آخرها مدينة الدار البيضاء الكبرى، حيث يظهر فيديو هذه الوقفة كيف أن شابين خرجا من بين الجموع التي حاصرت رئيس حزب العدالة والتنمية واتهماه بقلب (الفيستة) البذلة، بعد أن لبس ربطة عنق أنيقة كان لا يعرف كيف يعقدها حسب قولهم، مما اضطر الوزير إلى الاستنجاد بالأمن الذي حاصر المهرجان الخطابي مطوقا منصة الوزير الذي احتجت عليه الجماهير، وكان شعارها دائما "ارحل ارحل يا وزير"
صور تذكارية لوزراء يتسابقون على الفقراء
غصت جدران الفيسبوك بصور نادرة لوزراء اعتاد المواطن على رؤيتهم في أوضاع رسمية، أو من خلف حجاب، السيارات أو الحراس الخاصين، الصور الجديدة التي تسابق فيها الوزراء على التقاط صورا مثيرة مع الفقراء.
ياسمينة بادو وزيرة الصحة السابقة، والمرشحة بلون الميزان (حزب الإستقلال)، نشرت صورة لها هي تعانق مواطن ميكانيكي متسخ بشحم السيارات، وهو ما استغربه المواطنون، خصوصا وأن الوزيرة لها ملف قضائي لا زال يروج أمام المحكمة، بتهمة استيرادها لصفقة لقاحات فاسدة للأطفال، وتهمة فساد مالي واقتناء شقتين فاخريتن في العاصمة الفرنسية باريس.
الوزير الشيوعي نبيل بن عبدالله بعد أن نشر صورته على دراجة هوائية وهو يقود الحملة الإنتخابية عاد ونشر صورة أخرى له وهو يتناول فاكهة التين الشوكي.
مصطفى الباكوري أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة نشر صورة له وهو يتحدث مع بائعة الخبز، غريمه رئيس الحكومة عبدالإله بن كيران أخذ صورة مع فرقة فلكلورية وأخرى تظهره مندمج في نوبة رقص، وزير الخارجية صلاح الدين مزوار بدوره ظهر في صورة مع فرقة للرقص الشعبي..الوزيرة شرفات أفيلال نشرت صورة أخذتها مع سقاء يبيع الماء في قراب يسميه المغاربة بـ(الكراب، ك مثلثة).
إلغاء بطاقة الناخب
وفي سياق مرتبط بالإنتخابات، أصدرت وزارة الداخلية بلاغا عممته وكالة الأنباء الرسمية، يتعلق بإلغاء التصويت ببطاقة الناخب وتعويضها ببطاقة التعريف الوطنية فقط.
وذكر وزير الداخلية في البلاغ الذي صدر الاثنين الماضي، ان الهدف من هذا الاجراء دعم شفافية العمليات الانتخابية وسلامتها، مبرزا أنه يجب على "الناخبين والناخبات المسجلين في اللوائح الانتخابية العامة التعرف على مكاتب التصويت المخصصة لهم من خلال إرسال رسالة قصيرة مجانية إلى الرقم 2727 تتضمن فقط رقم البطاقة الوطنية للتعريف، أو الاتصال مجانا على الرقم الأخضر 2727 من أي هاتف ثابت أو محمول، أو تحميل التطبيق المسمى (مونبيفي) على الهاتف الذكي الذي يمكن من تحديد موقع مكتب التصويت".
وبإمكان الناخبين والناخبات بحسب البلاغ التعرف على مكاتب التصويت التابعين لها اما بالتوجه إلى مكاتب الإرشاد المحدثة على مستوى مقرات العمالات (المحافظات) والأقاليم والمقاطعات وبمكاتب السلطات الإدارية المحلية، أي القيادة (نقطة إدارية) أو الملحقة الإدارية القريبة من محلات سكناهم أو الاستفسار من مكاتب الإرشاد التي سيتم إحداثها بالقرب من مساكنهم. "/المستقبل/" انتهى ل . م