صنعاء - نبيل مصلح: تخوفات المواطنين اليمنيين الذين يعيشون في العاصمة صنعاء تضاعفت مؤخرا حول توقعات بإنفجار الأوضاع بين المقاومة الشعبية التابعة للرئيس هادي والمدعومة بقوات التحالف العربي من جهة والحوثيون وانصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة اخرى.
هذه التخوفات زادت حدتها بعد تكثيف الحوثيين من انتشارهم في شوارع صنعاء ووصول قوات كبيرة تصل الى اكثر من الف جندي وعتاد عسكري ضخم وطائرات حديثة من قبل التحالف العربي الى مطار صافر بمحافظة مارب شرقي اليمن واستعدادها للالتحام بالمقاومة لاقتحام صنعاء.
تأهب للهرب من الموت
عدد كبير من المواطنين اليمنيين غادروا صنعاء عقب هذه التطورات، فيما يستعد آخرون لهجرة المدينة ايضا كما هو حال "علي الأهدل" الأب لاربعة اطفال والذي يعيش وعائلته في العاصمة صنعاء منذ اكثر من عشر سنوات.
"علي" البالغ من العمر 36 عاما يعبر لـ"المستقبل" عن معاناته النفسية بالقول" استعد لمغادرة المدينة مع اسرتي في اي لحظة قد ينفجر الوضع فيها بين جماعة الحوثي والمقاومة الشعبية التي تستعد للزحف الى العاصمة. حزمنا كافة حقائبنا تأهباً. اتشريت ايضا "صحيفتين" من البنزين للسيارة من السوق السوداء سعر كل واحدة عشرة الاف ريال اي ما يعادل خمسين دولارا لكل "دبة" بنزين، كي لا اتعرقل في الفرار بسبب انعدام المشتقات النفطية.
المواطن علي يخبرنا عن الرعب النفسي ايضا الذي يعيشه مع اسرته قائلا :"الخوف ولا شيء غيره اضحى خبزنا اليومي، حتى بتنا نخشى من اصوات المفرقعات، ونخشى ان يقع لصنعاء ما وقع لمحافظات عدن وتعزوابين وغيرها من خراب ودمار وقتل وتدمير ونزوح ودماء ".
في المقابل، فإن بعض قاطني العاصمة الاصليين لا حول لهم ولاقوة بحسب السبعيني "محمدعلي"، قائلا :"ليس امامنا اي خيار سوى ان نموت هنا في هذه الارض التي ولدنا فيها، الا اذا الله اعطى الهداية للاطراف السياسية في التوصل الى حل يجنب مدينتنا الموت والخراب والدمار، ولا بد ان يقدم كل طرف تنازلات لاجل الوطن ولاجل الشعب"، متسائلا "لماذا يتقاتل الاخوة؟ انه الصراع على السلطة ولا احد يهمه مصلحة الشعب الذي نزحت اعدادا كثيرة منه ومات اعدادا كثيرة منه بسبب الجوع والقتال، وعلى مر حياتي لم تصادف بلادنا مشكلة بهذا التعقيد".
|