فلسطين – مها عواودة: مسؤولون وشخصيات دينية فلسطينية استنكروا توجه كيان العدو الإسرائيلي لاعتبار الفلسطينيين المرابطين والمرابطات داخل باحات المسجد الأقصى المبارك تنظيماً «غير شرعي»، في الوقت الذي يتم فيه السماح للمستوطنين الإرهابيين  باقتحامه وتدنيسه تحت حراسة أمنية مشددة من جنود جيش العدو.
هذا الاستنكار يأتي وسط مطالبات فلسطينية بضرورة إنقاذ المسجد الأقصى من مخططات العدو الخبيثة الرامية لتقسيم المسجد زمانياً ومكانياً على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل المحتلة والتي بدأ العدو بتطبيقها من خلال منع المصلين المسلمين من دخول الأقصى في أوقات محددة وكذلك تحديد وقت الخروج منه وتهديد من يتجاوز المدة المسموحة بالاعتقال .
المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين اعتبر في بيان له أن هذه الخطوة الإسرائيلية تدل على عربدة الاحتلال وغطرسته، وتأتي ضمن سعيه الدائم والمتواصل لتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً والسيطرة عليه وتفريغه من المرابطين فيه وسدنته وحراسه بشتى الوسائل والطرق.
 خاطر للمستقبل: لتحرك سياسي عاجل
مدير مركز القدس الدولي الدكتور حسن خاطر علق في حديث خاص لـ «المستقبل»  حول التوجه الصهوني المذكور، معتبر ان هذا العمل غير شرعي وهو تطور خطير جداً في حلقات العدوان المتواصلة على المسجد الأقصى.
خاطر، قال «بما أن مفهوم الرباط عند المسلمين هو ممزوج بالعبادة وبالصلاة ، فإن هذه الخطوة من قبل الاحتلال تعد استهدافا مباشرا ليس فقط للرباط في صورته التقليدية وإنما أيضا استهدافا لصلاة الجماعة واستهداف للمصلين في أعقاب كل صلاة واستهدافا للمكوث في المسجد الأقصى في غير أوقات الصلاة ،وهذا يعتبر جريمة خطيرة وعدوان على أبسط حقوق المسلمين في الصلاة والتعبد لله سبحانه».
وإذا ما شرعت سلطات الاحتلال العمل على تنفيذ هذه الخطوة، رأى مدير مركز القدس الدولي ان من شأن ذلك أن يفتح باباً واسعاً من الاضطهاد الديني يطال المصلين جميعاً ويطال المسجد الأقصى مطالباً أن يكون هناك سرعة في التحرك على كافة المستويات السياسية والإعلامية وغيرها للتصدي لسياسة الاحتلال الهادفة إلى إفراغ المسجد الأقصى من المصلين وإفراغ القدس من أهلها.
اما أولى هذه الخطوات فشدد على وجوب ان تكون من القيادة الفلسطينية ومعها كل الفصائل الوطنية من أجل إنهاء حالة الانقسام والالتفات إلى الملفات الكبرى وعلى رأسها القدس والأقصى ،والشروع في قيادة موقف عربي وإسلامي ودولي فاعل للتصدي لهذه السياسات قبل فوات الأوان.
يوسف للمستقبل: المستوطنون يملكون حصانة
المحلل السياسي الفلسطيني حكمت يوسف اعتبر في حديث خاص لـ»المستقبل» ان «هدف إسرائيل من وراء اعتبار المرابطين في المسجد الأقصى تنظيم إرهابي هو إفراغ المدينة المقدسة والمسجد الأقصى تحديداً من المصلين تمهيداً لفرض سياسات جديدة تحد من تواجد هؤلاء بشكل دائم داخل المسجد الأقصى الأمر الذي سيسمح لقطعان المستوطنين بالتجول والصلاة في المسجد الأقصى بشكل دائم دون مناوشات أو مشاكل مع الفلسطينيين المقيمين دوماً داخله.»
المحلل الفلسطيني أكد ان ظاهرة المرابطين داخل المسجد الأقصى أصابت الكيان الاسرائيلي وأجهزته الأمنية بصداع كبير نظراً لتحقيق أهداف ممتازة في التصدي للمستوطنين ومنعهم من الاقتراب للمسجد الأقصى باعتباره مسجداً للمسلمين فقط ولا يحق لليهود دخوله»، مشيرا الى انه «في ظل وجود حكومة يمينية إسرائيلية متطرفة فإن المستوطنين يتمتعون بحصانة كبيرة».
يوسف، كشف أن كيان العدو يعمل مؤخراً على سن قوانين وتشريعات لصالح المستوطنيين وتنتهك في ذات الوقت حق المرابطين والمصلين في المسجد الأقصى, مضيفاً «ما ذكر قبل يومين من تحديد أوقات للصلاة في المسجد الأقصى خير دليل على ذلك».
 وأكد أن هذه المخططات ستفشل أمام قوة المرابطين وقوة المقدسيين تحديداً، لأنهم يعلمون أنهم إن لم يدافعوا عن آخر شيء تبقى لهم بالقدس، فإن إسرائيل ستزيد من عنصريتها وقراراتها التعسفية وستتمكن خلال الأعوام المقبلة من طرد المقدسيين من منازلهم بالقدس».
وحول المطلوب اليوم من القيادة الفلسطينية، قال «عليها فضح السياسة الإسرائيلية بحق المقدسيين في المحافل الدولية  إضافة إلى حشد الرأي الفلسطيني ودعم المقدسيين لمواجهة هذا الخطر الإسرائيلي ، إضافة إلى دعم المقدسيين مالياً لكي يتمكنوا من الصمود في وجه هذه الآلة الإسرائيلية الجارفة».