أحمد ممدوح-  القاهرة: الباحث في الجماعات الإسلامية المصري، عمرو عبد المنعم، وفي حواره لـ «المستقبل» كشف عن تفاصيل المنظومة الإعلامية التي يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، في الترويج لأفكاره وجرائمه اللا إنسانية التي يرتكبها حول العالم، مشيراً إلى وجود مايقرب من 200 ألف موقع وشبكة ومنتدى يتبع تنظيم داعش الإرهابي، تتحدث باللغتين العربية والانجليزية تعمل على عرض الأخبار بشكل أفقي.

اعلام داعش يخترق ارجاء العالم
فالباحث في الجماعات الإسلامية المصري عكف خلال فترة طويلة على حصر ومتابعة وعلاقة كل ما له علاقة أو يقوم بالترويج لفكر التنظيم، وكلما توصل إلى موقع أو منتدى او قناة إعلامية كان يعثر على العشرات من القنوات الأخرى المتصلة بها والتي تنقل عنها الأخبار والأفكار والفتاوى، حتى أصبح لديه مخزون من أسماء المواقع وحصر لها.
وبحكم بحثه يرى عبد المنع ان المؤسسة الإعلامية لداعش تتمتع بالقوى الكافية للوصول إلى كافة أرجاء العالم، حيث تبلغ القنوات الإعلامية الإلكترونية الناطقة عنه والتي تتناول أخباره 200 ألف موقع ومنتدى وقناة متلفزة.
وهذا يؤكد وجود كتيبة بل كتائب تعمل بتقنية عالة وحرفية كبيرة وراء مثل هذه الأفلام المصورة والوثائق المتلفزة والمفرزة الإعلامية الهائلة .
تغطية ملفات الصراعات الدولية
عبدالمنعم يوضح ان مواقع «داعش» التي تنشر باللغتين العربية والإنجليزية، تعرض الأخبار بشكل افقي تتضمن نشاطات التنظيم كما تنشر أخباراً تخدم نشاطه من خلال تغطية ملفات الصراعات الدولية وتصريحات مسؤولين ضد بعضها البعض، فضلاً عن تعليقات تركز على وجود مؤامرة ضد الإسلام.
كما تعرض مقاطع فيديو عن أعضاء التنظيم في جبهات القتال وتعرض أيضا القتلى في الاشتباكات او بسبب القصف الجوي للتحالف الدولي.
اعلام لكسب ود السكان
ويركز إعلام داعش بحسب ضيفنا، على الضحايا المدنيين بسبب العمليات العسكرية ضد التنظيم لكسب ود السكان المحليين، وتكون طبيعة هذه الأخبار تفاعلية إلى حد كبير، ما يسمح للجمهور بالتعليق وإبداء الرأي، كما تتضمن أبوابا خاصة بالشريعة الإسلامية من الآيات القرانية والأحاديث النبوية.
ابرز مؤسسات الاعلام الداعشي
إذاً نجح التنظيم الارهابي في خلق عالم موازي عبر شبكة الانترنت يروج فيه لأفكاره فهناك مؤسسات للإنتاج الإعلامي وقنوات الـ»يوتيوب»، ومن أبرز ملامح تطور الآلة الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» إنشاء مؤسسات للإنتاج المرئي والتوثيق التلفزيوني، وتعتبر مؤسسة «الفرقان» الإعلامية الأقدم والأهم، وبعدها ظهرت مؤسسات اخرى ابرزها مؤسسات «الاعتصام» ومركز «الحياة»، و»أعماق»، و»البتار»، و»دابق» الإعلامية، و»الخلافة»، و»أجناد» والغرباء للإعلام»، و»الإسراء»، و»الصقيل»، و»الوفاء»، و»نسائم للإنتاج الصوتي».
وتقدم هذه المؤسسات عالية التقنية والجودة التلفزيونية والمرئية إنتاجا مبهرا للعمليات القتالية والأناشيد الحماسية والبيانات التي تتوعد الدول والحكومات سواء العربية أو العالمية .
وقد أصدرت هذه المؤسسات سلسلة من الأفلام المتقنة علي الطريقة الهوليودية ، ابرزها سلسلة «صليل الصوارم»، و»كسر الحدود»، و»خطبة البغدادي» و»فشرد بهم من خلفهم»، و»لهيب الحرب» والذي يعد من اعظم  إنتاجه  الإعلامي».
مواقع مناصرة لها
ولأن هناك تتبع بشكل مستمر لهذه القنوات، فغالبية مؤسسات الإنتاج الإعلامي لا تمتلك مواقعاً الكرتونية ثابتة بسبب إغلاقها المستمر من قبل شركات الشبكة العنكبوتية،  وتتبع أجهزة المخابرات العالمية، ولهذا فانها لا ترتكز على مواقعها في نشر إنتاجها بل تنتشر على مئات المواقع والمنتديات والمدونات الإلكترونية التابعة له او المناصرة لهم أو المؤيدة والمتعاطفة معهم، فضلاً عن الاف الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ابرزها «تويتر» و»فيس بوك».
منتديات جهادية
نشاط المؤسسة الإعلامية لداعش لا تتوقف على المواد المرئية فقط، فهناك العشرات من المنتديات الجهادية، وعلى رأسها منتدى «شبكة الجهاد العالمي» والذي يمتلك مدونة فرعية لا يتبع لتنظيم «داعش» لكنه ينشر بياناته وجميع إصداراته وأخباره وإصدارات باقي الفصائل مثل جبهة «النصرة» و»انصار الشريعة» وجميع اصدارات المؤسسات الاعلامية التابعة للتنظيمات الجهادية من الصور ومقاطع الفيديو والاخبار، ومنتديات «الملاحم والفتن» ومنتدى «شبكة الزرقاوي الجهادية» و»وكالة أعماق الإخبارية» و منتدى» العقاب» و»منتديات النصرة الجهادية» و»منتديات البراق» و»أخبار الدولة الإسلامية».
كما يمتلك التنظيم «مدونات الجهادية»، ومن أهم أمثلتها «شبكة المراسلون الإعلامية» تتضمن ابواباً عن نشاطات العسكري في الدول التي يسعي للسيطرة عليها أو بها تنظيمات مواليه له قد تكون صغيرة حتي الآن ويسعي التنظيم لضم أكبر عدد ممكن سواء في القوقاز واسيا وافريقيا، تنشر تقارير إخبارية مفصلة عن نشاطات «داعش» القتالية يوميا وبأرشيف كامل، فضلاً عن نتاجات صوتية ومرئية من الأناشيد ذات الطابع الحماسي لعناصره.
تنشر هذه المدونة مقالات رأي تدعم «داعش»، لكنها أيضاً توفر خدمة تعليم برامج حماية الحاسوب وتصميم المواقع وتعليم تقنيات «الفوتوشوب». اضافة إلى عدد كبير أخر من المدونات مثل  «مدونة غرفة منبر الأنصار الإسلامية»، وتنشر النشاطات القتالية في جميع الدول والأقاليم، ومدونة «الدولة الإسلامية» وتختص بنشر أخبار  البينات  الرسمية الصادرة عنه، و»المدونة الجامعة لإصدارات الدولة الإسلامية» وتنشر جميع اصدارات داعش من البيانات والاخبار والصور ومقاطع الفيديو، ومدونة «دولة الخلافة الإسلامية» وتنشر جميع نشاطات التنظيم، وتروج للمؤسسات الإعلامية التابعة الأخرى خصوصا «الفرقان» و»الاعتصام» و»الحياة» و»البتار المؤسسات الإعلامية والفنية.