الشعور بالوحدة النفسية حالة يشعر بها الفرد بشيء ينقصه، فالإنسان المعاصر في المجتمعات كافة يعاني من مشكلات نفسية واجتماعية واقتصادية ومهنية عدة نتيجة للتطور التكنولوجي الهائل والسريع الذي يعجز الفرد من ملا حقته فضلا عن التغيرات التي لحقت بالقيم الإنسانية، مما أدى إلى أضرار نفسية كبيرة بالفرد، ومن هذه المشكلات النفسية مشكلة الشعور بالوحدة النفسية.
ان الشعور بالوحدة حالة ينفرد بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية بسبب امتلاكه نظاماً اجتماعياً، يتأثر به ويؤثر فيه، وأي خلل قد يحدث في الأواصر التي تربط الإنسان بغيره من أبناء جنسه أو أي تغير يحدث في النظام الاجتماعي ينعكس على الفرد، وينتج عنه اضطراب في الطابع الاجتماعي المكتسب لدى الأفراد، ما يولد لديهم الشعور بالاغتراب أو الانعزال أو معاناة الوحدة النفسية وكما تترك آثارا على الفرد حيث من شأنها أن تؤثر على مجمل نشاطاته كما أنها تُعد نواة لمشكلات أخرى.
في هذا السياق، دراسة علمية حديثة كشفت أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة تعمل أدمغتهم بشكل يختلف عن الأشخاص الآخرين الاجتماعيين، حيث شملت الدراسة التي أجريت في جامعة شيكاغو 38 شخصاً يعتبرون أنفسهم "وحيدين جداً" و32 شخصاً اجتماعيين ولا يصفون أنفسهم بالوحدة.
كما أشارت إلى ان الأشخاص الوحيدين يتأثرون بشكل كبير بالكلمات السلبية وغير الاجتماعية ويتجاهلون الكلمات الإيجابية، بينما استجاب الأشخاص الاجتماعيون إلى الكلمات الإيجابية والسلبية بنفس الدرجة، أي أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة ركزوا فقط على المعاني السلبية بينما ركز الآخرون على المعاني الإيجابية والسلبية معاً.
الباحثان ستيفن بالوغ وجون كاكيوبو، أكدا أن إستجابة الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة للدراسة تنطلق من "عدم الاستقرار الاجتماعي".
إلى ذلك، دراسة أخرى حديثة وجدت أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة يمكن أن تزيد لديهم مخاطر الوفاة بنسبة 26% عن الأشخاص الاجتماعيين. "/المستقبل/" اانتهى ل . م
|