Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2015-06-20 13:20:08
عدد الزوار: 4172
 
الدهشة إذا انقرضت يوماً...
 
 

بقلم الشيخ فهد سالم العلي الصباح: وراء كل حيرة مهما كانت صغيرة ، دهشة كبيرة.....

وراء كل ارتباك دهشة

وراء كل ذهول دهشة

وراء كل فرحة دهشة

وراء كل ولادة مُنتظرَة ، وموت مفاجئ دهشة....

وراء كل نجاح ، وراء كل فشل ، وراء كل زلزال وبركان ، وراء كل إبداع ، كذلك وراء مشاهدة اﻷلعاب النارية، والبهلوانية وخفة الحركات السحرية، وراء كل هذه المشاهد ألغير مُقنعة للعقل دهشة واسعة ، تلمع فوق مساحة وجهنا الصغير الضيّق ....

فترتفع حواجبنا لتأخذ شكل مثلث ، ويتجعَّد جبيننا ، ونفتح أفواهنا بشكل عفوي ، مع رشّة صراخ خفيفة فوق مائدة الصورة .

عادة وفي المنطق لا تولد الدهشة ولا يبرّر وجودها إلاّ شيء خارق ، غير عادي وغير منتظر ، بتعبير أدق شيء مفاجئ ، لهذا تتربّع الدهشة وتبقى ولا تزول إلاّ بمعرفة الحقيقة ، هنا نصل الى الفكرة بأن الدّهشة هي إبنة اللحظة التي يعلن فيها العقلُ عجزه أو فقدانه للسيطرة ، واستسلامه للغرابة التي هي أمامه هذا في المنطق العادي الطبيعي البعيد عن المبالغات والتكهنات .

لكن الصورة تختلف عند الفلاسفة الذين جعلوا الدهشة بداية اﻹبداع ، فالدهشة عندهم لا يصنعها إلا العقل المتمكّن الوحيد القادر على تثمين ما يرى . فهو لا يتوقف عن اﻹندهاش أمام عظمة الكون ، وأسرار الحياة والوجود ، فلا تهدأ الدهشة هنا إلا بالمعرفة ، المعرفة التي ينتجها البحث والتفكُّر والتأمّل، وبين الحالتين حالة غياب العقل ووجوده القوي هناك فكرة ( ألله ) تبقى الدهشة فيها صارخة حاضرة لا تتراجع ولا تستكين إلى آخر لحظة في الحياة .

نتجرأ هنا أن نسأل ، هل ظل ما يدهشنا اليوم ، وهل ما أدهش إنسان اﻷمس يستطيع ان يدهش إنسان اليوم ، وهل الدهشة هي الدهشة واﻹنسان هو اﻹنسان ....؟!

فلو طرحنا بعض اﻷسئلة واستسلمنا لبعض التساؤلات ، إلى أين نصل بعقولنا المنهكة مع تقلبات الحياة وتجددها وتطورها .

بالعلم مثلا إستطاع اﻹنسان تحويل العالم إلى قرية صغيرة ، قرية نتجول فيها ونسافر ونعود ونحن في أماكننا .

وما عاد يدهشني مثلا ان أتكلم وأتحاور وأتناقش وأتثاقف مع اﻵخر الذي قد يكون في الصين أو في آخر الكون .

ما عاد يدهشني رؤية رجل آلي يتصرف بمعرفة وعلم وأيضا بعاطفة ، ما عاد يدهشني زراعة قلب ﻹنسان فيحيا من جديد ، ما عاد يدهشني اﻹستنساخ الذي فاق حدود المنطق البشري .

وبالجهل ايضا ابتكر اﻹنسان أكثر من طريقة جعل الدهشة على وشك اﻹنقراض .

حيث باتت الاعلام الأكثر برودة أمام المشهد الحقيقي ، من قتل وإحراق وتدمير وغزو وظلم وإظطهاد فكري ومعنوي ومادي ...فما عاد يدهشني أن أرى اﻹنسان يأكل اﻹنسان.

نعم السؤال يفرض نفسه هل ظل هناك ما يدهش ....؟!

وكم أخشى ان لا نجد ....

وكم يؤلمني ان تنقرض الدهشة يوما...

الدهشة تغادرنا وباتت كديناصور مرّ يوما بتاريخنا ...

اليوم بات كل شيء في دائرة الممكن ..نصدق كل ما كنا نسمّيه فيما مضى الخيال ، رجل يمشي بلا رأس نصدق وبلا أي اندهاش ..

نرى أجسادنا على اكتاف اﻵخرين ..نمشي مصدّقين وبلا اي اندهاش ...

ونمشي في دائرة الحيرة ..ولا يسعنا سوى ان نقول أعوذ بالله ....

المصدر : المستقبل

Addthis Email Twitter Facebook
 

تصنيفات :

 
 
 
 
 
أخبار ذات صلة
 
Al Mustagbal Website