لبنان- خالد الغربي: تتنوع في لبنان، العادات والتقاليد الرمضانية وممارسة الشعائر الدينية والتراثية ، ففي طرابلس المدينة الثانية وعاصمة الشمال تقوم الفرق الصوفية بالتجول في الشوارع وإنشاد المدائح النبوية، هي عادة عبادية لاتضاهيها الا عادة قيام أبناء المدينة بزيارة "الأثر النبوي" وهي عبارة عن "شعرة" من لحية النبي محمد موضوعة في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس ويقال ان سلطانا عثمانيا خص بها المدينة تقديرا لدورها الإسلامي .

احد ابناء المدينة محمد الصوفي يقول "للشهر الفضيل في طرابلس نكهته الخاصة فهو فضلا عن انه شهر التقوى وعبادة الرحمن والألفة بين المسلمين، هناك موروثات نحافظ عليها منها مشاركة أبناء المدينة في المسيرات الدينية التي تجوب شوارع وأحياء طرابلس  منشدة الأناشيد والمدائح النبوية متضرعة لله تقبل طاعة المؤمنين"، مردفا "كما أن أبناء المدينة لازالوا يحافظون على موروث آخر هو التعاضد والتحابب وزيارة الأهل والاقارب وإفطار المساكين، وتبادل الأطباق الرمضانية التي تعدها النسوة بين الأهل والجيران".

أما مدفع رمضان، وهو تقليد عرفه لبنان منذ العهد الفاطمي فلا زال يطلق قذائفه الخلابية  في بيروت ومدن أخرى لتنبيه الناس الى أوقات الإمساك والافطار.

المسحراتي بالشروال والطبل

مسحراتي صيدا القديمة عباس قطيش استقبل هو الآخر الشهر الفضيل، كوى «شرواله» وزيّه العربي التقليدي الذي اعتاد على ارتدائه  خلال ممارسته "التسحير"، وأجرى "بروفة" على صوته، "مرندحاً" باللازمة "يا نايم وحّد الدايم، وقوموا على سحوركم جايي النبي يزوركم". لكن قطيش يعترف بأن تأدية دور المسحراتي هي استمرار لعادة قديمة وجزء من طقوس رمضانية وتراثية ليس إلّا؛ "فعندما أقرع طبلتي ليلاً، يكون أكثر المواطنين قد استيقظوا استعداداً لتناول السحور".

الحلويات الرمضانية حاضرة بقوة "القطايف والحذف، والمفروكة والعثملية"، وتتربع على عرش صدارتها مدينتي صيدا وطرابلس،  وكذلك العصائر المشروبات الرمضانية "السوس والتمر الهندي والجلاب.."، وعلى وقع طقطقات فناجينه النحاسية يغني احد بائعي المشروبات الرمضانية في صيدا القديمة : "إشرب خمير يا أمير"، "السوس ياعجيب اللي بيدوقو (يتذوقه) ما بينكشف عليه طبيب".  

ترقب لأحداث مسلسل الحارة

تكثر المسلسلات الرمضانية التي تعرضها شاشات التلفزة العربية ، ولبنانيون يريدون معرفة مصير "باب الحارة" في الجزء السابع منه، "تكهنات" عدة ،وسيناريوهات محتملة عن مآل هذا المسلسل الذي تعرض حلقاته خلال الشهر الفضيل. لكن "الأهم" الذي يجمع عليه كل اللبنانيين هو ان يكون شهر رمضان المبارك شهرا لدرء الفتنة التي تتهدد وطنهم، لذلك ركزت اللافتات المنتشرة في المناطق اللبنانية على "تذكير الساسة اللبنانيين بمعاني الشهر الفضيل في التسامح  والمحبة والوفاق والوحدة،  ودعوة للتكاتف لمواجهة المخاطر والتحديات التي يواجهها لبنان". 

"/المستقبل/" انتهى ا.ع