الرباط – أحمد برطيع: انطلقت أول أمس الاثنين بمنتجع الصخيرات المغربي، الجولة الخامسة للحوار الليبي الذي ترعاه الأمم المتحدة ويحضره المغرب. جولة اعتبرها المراقبون "حاسمة" في التوصل إلى حل يرضي الأطراف المتحاربة في ليبيا، وفصائلها الموزعة بين برلمانين وحكومتين في كل من طرابلس وطبرق.

تفاؤل حذر من البعوث الأممي ليون.

الوسيط الأممي الذي يدير الأزمة الليبية برناردينو ليون صرح قبيل انطلاق الجولة الخامسة مساء الاثنين الماضي، أن الأجواء متفائلة بعد القبول المبدئي الذي عبر عنه الأطراف المشاركون حيال مسودة الاتفاق بعد أن ضمنتها البعثة الأممية التعديلات التي اقترحتها الأطراف.

ليون في لقاء صحفي أكد أن رد الفعل كان إيجابيا بعد توزيع المسودة الجديدة التي ترمي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ليبيا كخطوة أولى لأنهاء النزاع المسلح في ليبيا، مبينا، أن هذا انطباع أولي فقط فـ" نحن –يقول ليون- نتباحث بعد بشكل معمق مع كل المشاركين، لكن يمكن الحديث عن بعض التفاؤل والكثير من الأمل" مرجعا هذا التفاؤل إلى جو التفاهم الذي سيطرة على المجتمع الليبي والدولي والأطراف السياسية الليبية المتحاورة في المغرب.

مفاوضات غير مباشرة بين الإخوة الأعداء

الجولة الخامسة التي دارت بين الأطراف الليبية المتحاورة في الصخيرات تمت بشكل غير مباشر بعد أن استقل كل فريق في قاعة لوحده، بينما تكفل المبعوث الأممي بالنقل المزدوج للمقترحات التي يطرحها المتفاوضون بشأن المسودة الرابعة.

برلمان طبرق اعترض على مسألتين اعتبرهما أساسيتين: أولاهما: الاعتراض على إنشاء كيان سياسي جديد تمثل في ما أسمته المسودة الرابعة بـ"مجلس الدولة" بالنظر إلى صلاحياته الواسعة وتكوينه من أفراد ينتمون للبرلمان المنتهية صلاحيته مما يهدد قرارات برلمان طبرق المعترف به بعد تمتيع مجلس الدولة بحق الفيتو، والنقطة الثانية: رفض تكوين جيش موحد ودعوا إلى تأهيل الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وذلك لقطع الطريق على الحركات الجهادية ومنعها من التسلل إلى صفوف الجنود المكونين للجيش.

تضارب الأنباء عن انسحاب ممثلي مجلس طبرق

بعد التفاؤل الذي أبداه رئيس البعثة الأممية إلى ليبيا برناردينو ليون حول تقدم المباحثات الليبية - الليبية التي تجري في مدينة الصخيرات المغربية، أعاد مجلس النواب الليبي الحوار الليبي إلى نقطة الصفر، بعدما أمر وفده المشارك في الحوار بالعودة إلى مقر المجلس بطبرق للتشاور، وقال بو هاشم الناطق الرسمي لمجلس طبرق "المطلوب الآن عدم سفرهم إلى ألمانيا كما هو مخطط والعودة إلى أرض الوطن في أقرب وقت ممكن" مضيفا "نعتقد أن المسودة التي طرحتها بعثة الأمم المتحدة تعتبر كارثة بالنسبة لكل المفاوضات التي تمت على مدى الشهور الماضية"، موضحا أن مجلس الدولة الذي أوصت الأمم المتحدة بإنشائه يتمتع بصلاحيات واسعة شملت تعطيل قرارات مجلس النواب في طبرق.

بو هاشم وصف مجلس الدولة المقترح بـ"العبث" معتبرا "إنشاء المجلس المقترح ينص على أنه يتكون من 120 عضوا، منهم تسعون عضوا من المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته.. هذا عبث" ولفت إلى أن "المسودة معيبة ولا تلبي متطلبات المرحلة ولا تحل المشكلة أو الأزمة، بل هي بداية لتفاقم الأزمة الحالية" وفق ما صرح به بو هاشم.

بالمقابل، نائب رئيس البرلمان الليبي في طبرق، محمد شعيب، أكد مساء الثلاثاء، في تصريح صحفي مشاركة  وفد طبرق في المفاوضات الدائرة في الصخيرات، مؤكدا مشاركته في اللقاءات التي ستشرف عليها الحكومة الألمانية في برلين اليوم الأربعاء.

يشار إلى أنه من المنتظر أن تتواصل جولات الحوار الليبي اليوم الأربعاء في ألمانيا، بعد أن استقل المتحاورون طائرة خاصة مساء أمس الثلاثاء من الرباط مباشرة إلى ألمانيا، في الوقت الذي طالب فيه برلمان طبرق وفده المشارك في الحوار بعدم السفر والعودة إلى طبرق للتشاور مهددا إياهم بالطرد في حالة مشاركتهم مفاوضات ألمانيا.

"/المستقبل/" انتهى ا.ع