فلسطين – مها عواودة: طفت على السطح الخلافات الأمريكية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة  خاصة بعد فوز اليمين المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية  وهذا الخلاف دفع بالإدارة الأمريكية والبيت الأبيض إلى التلويح بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية .

"المستقبل" تناقش هذا الملف مع وليد العوض  عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني  في غزة .

ما حقيقة هذا الخلاف بين واشنطن وكيان الاحتلال ؟

من الواضح أن منسوب الخلافات بين الإدارة الأمريكية الحالية وبين بنيامين نتنياهو آخذة في التصاعد ويبدو أن هذه الخلافات تتراكم يوماً بعد آخر نظراً لمجموعة عوامل أولها: هناك محاولة من بنيامين نتنياهو التدخل في السياسة الأمريكية الخارجية وخاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني , هناك رؤية لنتنياهو يريد أن يفرضها على الولايات المتحدة الأمريكية وهذا خلف إزعاجاً في إدارة أوباما , الأمر الثاني الذي جرى الخلاف في شأنه هو حملة التحريض العنصرية التي قام بها نتنياهو ضد الفلسطينيين في حملته الانتخابية الأخيرة وهذه العنصرية لا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية قبولها وأوباما لا يستطيع تحملها خاصة وأن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان أحد ضحايا هذه العنصرية في سنوات سابقة , والأمر الثالث: الخطاب الذي ألقاه بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأميركي دون علم الإدارة الأميركية وأوباما به  , لذلك الإدارة الأمريكية هي إلى حد ما  تتباين وتختلف  مع الرؤية الإسرائيلية فيما يتعلق بترتيبات المنطقة .

هل هذا الخلاف يمكن احتوائه في المستقبل ؟

 أنا أتوقع أن هذه الاختلافات سيجرى احتواؤها لأن هناك مصلحة أمريكية في ترتيب العلاقات مع كيان الاحتلال لكنها تريد أن تضغط في هذه المرحلة لتتدخل في شكل الحكومة الإسرائيلية القادمة خاصة وأن نتنياهو تحدث بشكل واضح عن عدم إمكانية حل الدولتين وبالتالي هذا يشكل ابتعاداً عن السياسة والرؤية الأمريكية, الأمر الذي دفع نتنياهو خلال اليومين الماضيين للاعتذار عن هذا التصريح  .

باعتقادك كيف ستستفيد السلطة الفلسطينية من هذا الخلاف بين الاحتلال وواشنطن ؟

بدون شك هذه الحلحلة المرحلية في الموقف الأمريكي يمكن للقيادة الفلسطينية لو أحسنت التعامل معها أن تستفيد , وهذا يتطلب تكثيف علاقاتها مع الأوروبيين  وخاصة أنه يجري الحديث في هذه المرحلة عن إمكانية تقديم مقترح مشترك بين أميركا وأوروبا بمسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة , لذلك السلطة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية عليها أن تتمسك بموقفها فيما يتعلق بمضمون وآلية هذا القرار وعليها أن تكثف الحملة الدبلوماسية على المستوى الدولي كما عليها أن تنهي الانقسام الفلسطيني الداخلي وتنجز مرحلة المصالحة الفلسطينية بشكل كامل وألا تخضع بأي شكل من الأشكال للابتزاز الذي يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال من أجل ثني الفلسطينيين أو دفعهم بالقبول بأقل ماي طالبون به .

هل تعتقد أن خيار حل الدولتين انتهى ؟

أنا اعتقد أن هذا الخيار حتى اللحظة لم ينتهي ولكن يواجه صعوبة لأن خيار الدولتين  يقصد به إقامة دولة فلسطينية والمجتمع الدولي أصبح أكثر نضوجاً فيما يتعلق بقول قيام دولة فلسطينية وهناك اعتراف كبير من دول العالم بالدولة الفلسطينية  ولكن ذلك يحتاج لإرادة دولية للضغط على دولة الاحتلال للقبول بحل الدولتين وهو حق لن يسقط على الإطلاق.

انتهى ا.ع