أجمعت الصحف الجزائرية على أن السلطة والمعارضة تخوضان اليوم “حرب شوارع” خلال الوقفات التي دعيا إليها بكافة ولايات البلاد، وإن كانت بأهداف مختلفة حيث تنظمها السلطة للاحتفال بذكرى تأميم المحروقات (24 فبراير 1971) فيما قرر الطرف الآخر تنظيمها تضامنا مع سكان الجنوب في سعيهم إلى منع استغلال الغاز الصخري.
السلطة والمعارضة وجها لوجه اليوم
فقالت الصحف أن أحزاب المعارضة تخوض اليوم “أول امتحان لها مع الشارع”، من خلال الوقفة التي تقرر تنظيمها على مستوى كل ولايات الوطن، مضيفة أن هذه الأحزاب “لا تراهن على العدد بقدر ما يهمها توحيد الصفوف حولها، ويجري بالمقابل تنظيم ملتقيات ومحاضرات في الذكرى ال44 لتأميم المحروقات، حيث رمت أحزاب السلطة بثقلها لتعبئة المواطنين وكسبهم في صفها”.
وأن “ساعة حرب الشوارع بين السلطة والمعارضة دقت على خلفية حالة التوتر التي تطبع العلاقة بين الطرفين رغم محاولات بعض التشكيلات السياسية التوصل إلى ‘وفاق وطني’ ينهي أو يذيب جبل الجليد بينهما”.
وحسب الصحف فإن المعارضة اختارت هذه المرة “هدية من السماء لم تكن تحلم بأن تتخذ منها أرضية لإطلاق أكبر حملة تعول على نجاحها وتخص مسيرات وتجمعات ضد استخراج الغاز الصخري الذي وجدت فيه موضوعا (سياسيا) يمكن أن يؤدي إلى ما يحاصر السلطة التي تمكنت من الفلتان أكثر من مرة”، مؤكدة أن “المعارضة لا تملك الحلول السحرية التي تعجل بإخراج الجنوب من دائرة العزلة والتخلف حتى لو ملكت سلطة القرار والمال، لأن الأمر معقد للغاية ويحتاج إلى مرحلة مالية مريحة للبلاد التي تمر بضائقة مالية سببها التراجع الرهيب لأسعار النفط في السوق العالمية”.
واعتبرت أنه من المثير استعمال المعارضة لورقة الجنوب “للضغط على السلطة واستدراجها إلى لعبة الشارع التي قد تكون عملية خطيرة لا يمكن في النهاية التحكم في انعكاساتها، مثلما أن السلطة هي الأخرى لا تزال تستخف بقدرة المعارضة على تجنيد الشارع”.
الحكومة آلة وطنية لتوزيع الفساد
وانتقدت الصحف إقدام السلطة على إغلاق عدد من الفضاءات الرمزية بالعاصمة أمام وقفات المعارضة، فاعتبرت أن “مثل هذه الممارسات من السلطة تدل على قلة الحيلة وهوانها على الناس، ولا تدل على قوة السلطة أبدا .. فعندما تلجأ هذه الأخيرة إلى مثل هذه الأساليب البائسة في منع المعارضة من ممارسة حقها الدستوري، فذاك يعني أن السلطة تتصرف مع الشعب بأساليب دنيئة وصلت إلى حد الشفقة على هذه السلطة”.
وتابعت أن هذه الممارسات التي وصفتها ب”البائسة”، تجري في عاصمة البلاد وأمام أعين السفارات الأجنبية “التي تراقب حقوق الإنسان وتراقب الممارسة السياسية، ولا يوجد أسوأ من هذه الممارسات حتى في أكثر البلدان بؤسا في ممارسة الحريات، من طرف حكومة أصبحت آلة وطنية لتوزيع الفساد”، داعية المعارضة إلى “أن تتخلى عن الأنشطة السياسية في العاصمة، لأن تحرير البلد من مثل هذه السلطة التي أصبحت أسوأ من سلطة الاستعمار، يمكن أن يتم بنجاح من أمكنة أخرى خارج العاصمة”.