​من منا لا يعرف ان معاناة شعب فلسطين التي لم يتحملها شعب على وجه الكرة الأرضية؟

من منا لا يعرف أن هذا الشعب يعامل على ارضه معاملة سيئة وخارج بلادهم معظمهم مهملون ؟

 كيف يعيش نحو مليونَين من أبناء غزة في حال من الفقر والحرمان من الخدمات والمرافق الأساسية؟.  

أقصد أولئك الذين نسيهم "الأبطال" الموسميون الانتهازيون المتلونون الوهميون الذين يدّعون أن فلسطين هي البوصلة لكنهم يصمتون على ارتكاب العدو المجازر. 

 هل لدى الإسرائيليين فكرة عن مدى سوء الأوضاع في غزة؟ هل لدى أحدهم أدنى فكرة؟ أقصد بسؤالي هذا وسائل الإعلام العربية والحكومات والأشخاص والمجموعات القتالية والمتطرفين والمتحدّثين العقائديين الذين يعتاشون على ظهر فلسطين.

اقصد بسؤالي الصامتون عن  سياسة حكومة العدو مصادرة الأراضي المملوكة للفلسطينيين من أجل توسيع المستوطنات، وبالتالي تضييق الخناق على الوجود العربي في مدينة القدس، وقد تم خلال العقود الماضية مصادرة الآلاف من الدونمات في القدس ومحيطها ومازالت هذه السياسة متبعة حتى الآن.

واقصد بسؤالي الذي يغضون النظر عن سلوك حكومة العدو في كثير من الأحيان إلى تهجير الفلسطينيين من القدس، من أجل إيجاد واقع جديد يكون فيه اليهود النسبة الغالبة في مدينة القدس.

اقصد بسؤالي الذين لا يتذكرون منهجية حكومات العدو المتعاقبة على تنفيذ توصية اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون القدس لعام 1973، برئاسة غولدا مائير، والتي تقضي بأن لا يتجاوز عدد السكان الفلسطينيون في القدس 22% من المجموع العام للسكان، وذلك لإحداث خلخلة في الميزان الديمغرافي في المدينة.

لذا لجأت سلطات الاحتلال إلى استخدام الكثير من الأساليب لتنفيذ هذه الوصية والتي كان آخرها سحب الهويات من السكان العرب في القدس، ولكن بالرغم من إقدام السلطات على سحب الهويات من أكثر من خمسة آلاف عائلة مقدسية إلا أن الفلسطينيين يشكلون حوالي 35% من مجموع السكان داخل حدود المدينة، وذلك نتيجة عودة آلاف المقدسيين للسكن داخل حدود القدس.

نذكركم أن نحو 300 ألف فلسطيني يعيشون حاليا في مدينة القدس الشرقية، في حين يعيش نحو 200 ألف مستوطن إسرائيلي خلافا للقانون الدولي في مستوطنات تم إنشاؤها منذ عام 1967.

نذكركم أنه يحظر على 3.7 ملايين فلسطيني من باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة دخول القدس الشرقية دون تصاريح إسرائيلية يصعب الحصول عليها.

ونذكركم أنه يحصل الفلسطينيون على تصاريح لا يستطيعون أن يعبروا بها سوى أربعة حواجز من بين 16 حاجزا تقع على طول الجدار، فيما أصبح ما يقرب من 55 ألف فلسطيني من سكان القدس الشرقية معزولين ماديا عن المركز الحضري بواسطة الجدار العازل.