وفي الأردن تناولت الصحف النقيض من الهجوم الإعلامي للنظام السوري على الأردن حيث “لا توجد أي مصلحة أردنية اليوم في تغيير الوقائع في جنوب سورية، وتحريك تلك الجبهة للانقضاض على النظام في دمشق”، وعزت هذا الهجوم إلى أمرين أولهما “تبرير الخسائر الفادحة والفشل الذريع الذي مني به جيش الأسد خلال الأشهر الماضية في ريف درعا والقنيطرة”، وثانيهما “المبادرة بالهجوم السياسي والإعلامي على الأردن للضغط عليه، كي لا يقف في وجه هذه العملية العسكرية الخطيرة والمقلقة، والتي قد تدفع بمئات الآلاف من السوريين في ريف دمشق ودرعا إلى المغادرة”.
ورأت الصحيفة أن ما يحدث على الحدود الشرقية والشمالية الأردنية “أصبح أمرا مقلقا فعلا، ومؤثرا على الأمن الوطني الأردني”، مشيرة إلى أنه في حال تدهور الأوضاع أكثر، فإن “البديل القادم على هذه الحدود سيكون إما حزب الله والمليشيات الشيعية أو “داعش”، “فالخطر على الأردن يبدو اليوم أقرب من أي وقت مضى!”.
التوتر السوري الأردني
وبشأن الموضوع ذاته، قالت الصحف الدستور إن التوتر السوري الأردني “وصل حده الأعلى”، لأن دمشق تعتقد أن هناك تجهيزا لحرب برية ضد سوريا، عبر الأردن، مرجحة أن يأخذ التصعيد “درجات أعلى في الفترة المقبلة، لأننا شهدنا سابقا رسالة التهديد السورية الأولى عبر تصريحات لمسؤولين سوريين من درجات مختلفة”.
تعزية سياسية بين عمان والأردن
وتوقعت الصحف ، “تدهورا في العلاقات، بعدما لم تجب عمان على بيان وزارة الخارجية السورية الذي حثها على التنسيق لمحاربة الإرهاب بعد حادثة الشهيد الطيار” معاذ الكساسبة، مشيرة إلى أن البيان تضمن “تعزية سياسية يراد عبرها توظيف الحادثة لتأسيس معسكر عربي عالمي جديد ضد الإرهاب، بحيث يتم تعميد سوريا وكيلة عن العالم في هذه الحرب، وهو الأمر الذي، على ما يبدو، تتجنبه عواصم العالم”.