مع تنامي الهجمات الإرهابية التي ينفذها متطرفون، واتساع رقعتها من سوريا والعراق ومصر وليبيا إلى أستراليا وفرنسا والدنمارك، ها هم زعماء دول العالم يشاركون في قمة مكافحة الإرهاب المنعقدة في البيت الأبيض وتواجهها تحديات ومطالب بتوسيع الحرب على التطرف.
القمة العالمية ستأخذ على عاتقها إيجاد سبل لتجفيف التمويل عن الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة بفروعه في سوريا والعراق ومصر وليبيا، ثم مواجهة تحديات تجنيد المقاتلين الأجانب الذين يتوجهون إلى تلك الدول، أو يشنون هجمات إرهابية خارجها.
ويفتقد مؤتمر مكافحة الارهاب المنعقد في واشنطن وفق مراقبين ديبلوماسيين ايا تكن اهمية الاجراءات والقرارات التي يمكن الوصول اليها وهي كثيرة على صعيد تشديد الرقابة الامنية على مختلف الصعد، إلى مكوّنين رئيسيين: احدهما غياب وجود استراتيجية اميركية في المنطقة والآخر غياب العزم لوضع اسس الحل السياسي في دول تشهد صراعات دموية ونشوء تنظيمات متطرفة يقر الجميع ان طبيعة بعض الانظمة السياسية واداءها مسؤولان مباشرة عن نشوء التطرف واعطائه الزخم الهائل كما الحال في العراق وسوريا.
وفي الوقت الذي يصر كبار الزعماء والقادة على ان لا حلول لأي من ازمات المنطقة الا سياسيا، فان اي جهد حقيقي لوضع استراتيجية حلول ليس على طاولة الاهتمام الجدي بما يمكن من اقفال البؤر ومنع انتشارها.
ولكن ما هو حقيقة يتمثل بالسؤال الجوهري: هل امريكا ومن معه من حلفاء غربيون يريدون القضاء على داعش؟ وخاصة أن الولايات المتحدة الامركية قالت ان القضاء على داعش يتطلب سنوات، والتناقض هو ان «داعش» يلزمها سنوات للانتصار عليها داعش، فكيف نحل هذا اللغز وامريكا تملك 25 ألف طائرة حربية، فرنسا التي تحارب «داعش» ارسلت 6 طائرات حربية لتقصف بها في العراق وعدد الطائرات الحربية في فرنسا 2500 طائرة، وبريطانيا ارسلت 8 طائرات حربية وهي تملك اكثر من 2000 طائرة حربية وهاتين القوتين الرئيسيتين في العالم بعد أميركا وروسيا.
كيف يحصل كل هذا وهم بهذا المستوى من القدرات العسكرية ويتركون "داعش" تذبحنا، تحرق أسرانا، تعدم بالمئات، وتترك وراءها مقابر جماعية، ودول التحالف تتفرج وعلى رأسها اميركا وفرنسا وبريطانيا.
هنالك مخطط خطير لا نعرفه، ولعبة سرية لا نعرف القصد منها الا انها مؤامرة علينا.. يوم أرادوا تدمير العراق واسقاط نظام صدام حسين انهوا الامر في 19 يوماً، وكان جيش صدام من اقوى الجيوش العربية.
ما الذي فعلته فرنسا وبريطانيا وامركيا بعد حرق الطيار الاردني واعدام الرهائن المصريين ، غير أنها زادت غاراتها من 15 غارة في اليوم الى 18 غارة يومياً، وعقدت هذا القمة.. فهل سننتظر منهم المفاجأت السارة أم المزيد من خيبات الأمل؟
واخيراً،
يبقى علينا القول : أن السلام هو الغائب الأبرز عن حياتنا ..