الأمن عصب الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي, لذلك فإن الملف الامني اصبح بالغ الخطورة والاهمية في ظل الوضع المضطرب الذي تموج به المنطقة من حولنا. ولهذا علينا تعزيز مفهوم المواطنة بشكل فعال وحقيقي, اذ يجب ان يكون كل مواطن خفيرا, ما يجعل الامر اكثر سهولة او بمعنى اوضح اقل صعوبة وتعقيداً على وزارة الداخلية والاجهزة الامنية التي تتحمل الكثير والكثير من المسؤوليات. وفي الوقت نفسه علينا أن نواكب ما يحدث في هذا العالم المتغير, ولذلك لابد من أن يتم ضخ دماء شابة في مختلف الاجهزة.
محاربة الإرهاب والتطرف
وفي هذا الشأن أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ خالد الجراح الصباح التزام دولة الكويت بمواجهة الفكر المتطرف العنيف وضرورة معالجته بمنظور شامل من أجل حل مشاكل المنطقة.
وشدد الجراح في مداخلة له خلال الاجتماع الوزاري في ختام (قمة البيت الأبيض لمواجهة التطرف العنيف) على حرص دولة الكويت على المشاركة الفاعلة مع الشركاء في التحالف الدولي منذ تشكيله لمواجهة الارهاب والتزامها بالقرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن.
واشار الى ان دولة الكويت شكلت فريقا للعمل من عدة جهات متخصصة لمواجهة وتفنيد الرسائل التي تبثها الجماعات المتطرفة في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعية.
واستذكر استضافة الكويت الاجتماع الاول لمواجهة رسالة وايديولوجية التنظيمات الإرهابية في اكتوبر الماضي اضافة الى تعزيز العمل مع مؤسسات المجتمع المدني والمفكرين ورجال الدين في ذلك الشأن.
من الفساد الأمني الى الفساد الأخلاقي
في سياق أخر يتعلق بمكافحة المخدرات، قال الخبير الدولي في مجال المخدرات بالادارة العامة لمكافحة المخدرات الدكتور عايد الحميدان إن مادة الشبو المخدرة تؤدي الى الاصابة بلوثة عقلية لأنها تحوي نسبة عالية من مشتقات الأمفيتامينات المخدرة وأغلب المتعاطين يجهلون حقيقة المواد التي يتكون منها الشبو ومنها الأسيتون والأمونيا اللامائي والتولوين والصودا الكاوية ومواد تستخدم في صناعة المبيدات الحشرية والمنظفات والغازات السامة.
وأضاف الحميدان أن المخدرات وفقا لتعريف القانون هي مجموعة من المواد التي تسبب الادمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لاغراض يحددها القانون ولا تستعمل الا بواسطة من يتم الترخيص له بذلك.
وأوضح أن الادمان مرض عضوي نفسي اجتماعي له تأثيرات سلبية وخطيرة من الناحية الامنية والاقتصادية والسلوكية في المجتمع ينتج عن طريق التعاطي المتكرر للمواد المخدرة بحيث يؤدي الى توليد رغبة قهرية لدى المتعاطي تدفعه للبحث عن المخدر والاستمرار في تعاطيه بأي وسيلة مع زيادة الجرعة تباعا.
بدوره، قال مدير ادارة العلاقات العامة والتوجيه المعنوي ومدير ادارة الاعلام الأمني بالانابة في وزارة الداخلية العميد عادل الحشاش إن الوزارة ماضية في نشر التوعية الأمنية وترسيخ مفاهيمها حفاظا على سلامة وأمن المواطنين لاسيما الشباب باعتبارهم مستقبل البلاد.
وأضاف الحشاش أن للأسرة دورا مهما في تحصين أبنائها وحمايتهم من خلال الرقابة مع تزويدهم بالرأي السديد ليلجأوا الى أسرهم لدى وقوع أي طارئ أو مشكلة تواجههم وللحيلولة دون استغلالهم من تجار ومروجي المخدرات.
وأوضح أن وزارة الداخلية لا تألو جهدا في ملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد وهي مهمتها التي لا تقاعس في أدائها واستمرارها في ملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة حماية لأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين.
الإفراج عن الموقوفين انضباطيا بمناسبة الأعياد الوطنية
وفي السياق الأمني، بناء على تعليمات وتوجيهات نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد وبمناسبة العيد الوطني وعيد التحرير .
أصدر وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد قرارا بالإفراج عن جميع أعضاء قوة الشرطة الموقوفين انضباطيا بالتوقيف الانضباطي.
الى ذلك، أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد عن شكره وتقديره لكل من بادر بتسليم ما لديه من اسلحة قبل بدء تنفيذ قانون جمع الأسلحة والذخائر، مشيرا إلى ان ذلك يعبر عن اصالة المواطنين ووقوفهم مع الدولة في كل ما من شأنه المحافظة على الامن والاستقرار.
وعقب افتتاحه المبنى الجديد لمديرية امن محافظة مبارك الكبير يرافقه وزير الأشغال العامة وزير الكهرباء والماء عبدالعزيز عبداللطيف الإبراهيم وعدد من قيادي الوزارتين، قال الخالد ان الداخلية مقدمة على تنفيذ قانون جمع الاسلحة والذخائر والمفرقعات وما اعدته من خطط أمنية واعلامية مكثفة للدعوة الى جمع الاسلحة والذخائر غير المرخصة طوعيا خلال فترة السماح المحددة بأربعة اشهر عبر 38 مركزا لتسليم السلاح في مخافر الشرطة بجميع محافظات البلاد.
طائرات الإغائة الكويتية تصل لبنان
وعلى هامش العمل الخيري والإنساني، افتتح رئيس جمعية الهلال الاحمر الكويتية الدكتور هلال الساير اليوم عيادة لطب الاسنان بتبرع من دولة الكويت في مستشفى الهلال الاحمر الاردني في عمان.
وقال الساير لوكالة الانباء الكويتية عقب جولة له بالمستشفى والعيادة برفقة رئيس الهلال الاحمر الاردني الدكتور محمد الحديد ان دولة الكويت تبرعت بإنشاء عيادة طب الاسنان وتجهيزها كما زودت مستشفى الهلال الاحمر الاردني بخمس حاضنات اطفال في قسم الخداج.
كما وصلت امس طائرة مساعدات كويتية محملة بمواد اغاثية حمولتها تقدر بنحو 27 طنا مقدمة من اللجنة الكويتية العليا للاغاثة والتي تضم عدة جمعيات خيرية كويتية لمساعدة السوريين النازحين في لبنان ودول الجوار.
وقال رئيس الوفد بدر بورحمة عقب وصول الطائرة إن "مساعدات اليوم تشمل مواد غذائية ومدافئ وكراسي متحركة اضافة الى بطانيات ومساعدات شتوية".
ولفت الى ان اللجنة الكويتية بصدد ارسال 50 طنا من المساعدات الاضافية على متن طائرة مساعدات ثانية خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، اشاد مدير هيئة الاغاثة بدار الفتوى اللبنانية رياض عيتاني في تصريح مماثل بمسيرة العطاء التي تتصدرها دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا لبلسمة جراح السوريين النازحين الى لبنان.
واعرب عن خالص شكره باسم لبنان ودار الفتوى وباسم النازحين لدولة الكويت واهلها لمسارعتهم في اغاثة اخوتهم المحتاجين في بلدان النزوح لاسيما في ظل المآسي والصعوبات التي يواجهونها في ظل الاجواء الشتوية القاسية.
ومن جهته، اكد الملحق الدبلوماسي في سفارة الكويت لدى لبنان احمد السبتي المبادرات الاغاثية الانسانية الكويتية مشيدا بدورهم في المسارعة في تقديم المساعدات للنازحين السوريين بعد العواصف الثلجية الاخيرة التي اجتاحت لبنان وفاقمت من معاناتهم.