تناولت الصحف اللبنانية الأبعاد الجيوسياسية والاقتصادية لروسيا في سوريا، حيث كتب مروان اسكندر مقالاً تحت عنوان " رأى فيه أن هناك ثلاثة أهداف استراتيجية لوسيا في سوريا.
وبين فيه أن الهدف الأول الذي لا يمكن وصفه بأنه جيوسياسي متعلق بالمواجهة الأميركية - الروسية، يتمثل في مساعدة الحكم السوري على مواجهة تحدي الحركات الإسلامية المتطرفة، موضحا أن غالبية مقاتلي "داعش" من جنسيات غير سورية، وهنالك فريق كبير العدد من الإسلاميين الشيشان المتشددين، ولروسيا كما للولايات المتحدة مصلحة في تقليص عدد هؤلاء، إضافة إلى أي اعضاء آخرين في صفوف المتطرفين.
وبالنسبة إلى الهدفين الباقيين اعتبر الكاتب أنهما هدفان جيوسياسيان ينبعان من المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة، منوها إلى أن لروسيا قاعدة لقواتها البحرية في طرطوس في سوريا، وهي القاعدة الوحيدة المتوافرة لهار في البحر المتوسط، في حين ان للولايات المتحدة قواعد متعددة وتسهيلات كبيرة في عدد من البلدان المتوسطية.
وهنا يظهر الهدف الاستراتيجي الجيوسياسي الثاني لروسيا في سوريا، ولفت الكاتب إلى أن دراسات الأميركيين تفيد أن تطوير موارد شرق البحر المتوسط يجب أن يكون تحت سيطرتهم وأن يؤدي إلى تصدير الغاز إلى تركيا ومن ثم ألى الاسواق الأوروبية، فتكون النتيجة تقليص دور روسيا في مجال تزويد تركيا الغاز، الذي هو على مستوى 70 في المئة من الحاجات التركية حالياً، مبرزا أن كل هذه التوقعات والتوصيات معروفة لدى الروس وهم يهدفون من انجاز اتفاق البحث والتنقيب في المياه السورية قبالة بانياس وطرطوس إلى احباط التوقعات الأميركية، وتوفير موارد تجعل هذه المنطقة مقاطعة مزدهرة.
وأشار الكاتب إلى أن ما زاد من ازدهار المنطقة في حال نجاح البحث والتنقيب عن الغاز والنفط وانتاجهما أن المنطقة البرية المحيطة ببانياس وطرطوس هي من أجمل المناطق في سوريا وجبالها التي تغطيها أشجار الصنوبر كانت تستقطب المصطافين العرب بعشرات الآلاف.
مضيفا أنه في حال استتباب الأمن في المنطقة وتعزيز الحكم العلوي قد تتحقق الكفاية الاقتصادية لحكم منطقة مستقلة عن بقية المناطق السورية، ويصير واقع تقسيم سوريا الذي هو الوضع القائم بمثابة الوضع الدائم في المستقبل المنظور.