تطرقت صحيفة الرأي الأردنية في افتتاحيتها، للإيجاز المفصل والمدعم بالأرقام والوقائع الذي قدمه قائد سلاح الجو الأردني، حول العمليات التي ينفذها سلاح الجو الأردني بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، فقالت إن وقائع الأيام التي تلت استشهاد الطيار الكساسبة تعد ترجمة لما وعد به العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني “عندما قال إن دم معاذ لن يذهب هدرا”. وقالت الصحيفة .. “نحن إذا أمام خطة أردنية مدروسة الأهداف والآليات والتنفيذ”، مؤكدة أنه آن للمجرمين أن يدركوا بأنهم قد وقعوا في شر أعمالهم وأنهم سيدفعون الثمن المترتب على إرهابهم وجرائمهم، وأن هزيمتهم “آنية لا محالة لأننا في الأساس نخوض حربا ضد الإرهاب انتصارا لديننا وأمتنا وإنسانيتنا”.
أما صحيفة (الغد)، فاعتبرت أن الانتقام الذي “يليق بالدول المحترمة والشعوب الحية، في مقابل عصابات إجرامية متطرفة، هو بالمزيد من الجهود الفكرية والسياسية والإعلامية، لمحاصرة فكر هذه الجماعات المتطرفة، وتعرية خطابها السياسي والفكري”، وقالت إن التصدي لهذا الدور من قبل الأردن والأردنيين، “يبدو أكثر إلحاحا وأهمية من غيره من خيارات (…)”.
واعتبر المقال، المعنون ب “انتقام يليق بوطن وشهدائه”، أن للخيارات العسكرية “أهلها وأصحابها، المعنيين مباشرة بالاشتباك مباشرة وبحكم الواقع مع هذه الجماعات على الأرض”، معربا عن اعتقاده بأن الحرب على الإرهاب والظلام هي “حرب فكرية وسياسية أولا، وهي حرب تحصين البيت الداخلي وأمنه واستقراره، والإعلاء من شأن أبنائه وكرامتهم. هي حرب وضوح الرؤية، والتوافق على استراتيجية وطنية وشمولية تليق بوطننا وبمستقبل أبنائنا”.
وفي مقال بعنوان “السياسة الأردنية حيال سوريا.. المزيد من الشيء ذاته”، كتبت صحيفة (الدستور) أن الآراء تباينت في تحديد وجهة السياسة الأردنية حيال سورية في مرحلة ما بعد جريمة اغتيال الطيار معاذ الكساسبة النكراء، موضحا أن القيادة الأردنية عبرت عن تصميمها على تصعيد المواجهة والملاحقة ل(داعش)، “لا ثأرا للطيار الأردني فحسب، بل كإجراء دفاعي يعتمد “الضربات الوقائية” و”الاستباقية”، ويهدف إلى ملاقاة “داعش” في حديقة الأردن الخلفية، قبل أن يضطر إلى مواجهته في غرف نوم الأردنيين”.
وذهبت الصحيفة إلى القول إنه يمكن تلخيص السياسة التي اعتمدتها الدولة الأردنية لمرحلة ما بعد جريمة إعدام الكساسبة، بكلمات قلائل هي “المزيد من الشيء ذاته…”، معتبرة أنه إن كان هناك من فرصة حقيقية لاجتثاث سرطان الإرهاب فإن اغتنامها يملي على التحالف الدولي، بمختلف مكوناته وضمنها الأردن، “ضرورة التفكير في وسيلة لإدماج الجيش السوري والتنسيق معه، في الحرب على “داعش”، وهو الأمر الذي يبدو متعذرا من دون إطلاق عملية سياسية في سوريا بهدف الوصول إلى حل توافقي للأزمة السورية”.
وكتبت صحيفة (العرب اليوم)، في مقال لها، أن الأحداث تثبت، يوما بعد يوم، أن الفوضى التي تعم المنطقة العربية، والحروب والاشتباكات في العراق وسورية ولبنان واليمن وليبيا والصومال وأفغانستان وباكستان، وفي نيجيريا وما حولها، هي “حروب واشتباكات بين المسلمين أنفسهم، بين مذهبين أو طائفتين، أو بين طائفة معينة وطوائف أخرى، وأحيانا بين مجموعات من الطائفة الواحدة تختلف في تفسير النصوص الدينية”.
واعتبرت الصحيفة أن السبيل إلى انتهاء هذه الحروب والحفاظ على وحدة الشعوب والانطلاق نحو المنعة والتقدم، هو “تجريد السياسة من غطائها الديني”، ورأت أن “على كل دولة أن تسن قوانين تحرم تشكيل الأحزاب والمنظمات السياسية على أساس ديني، لأن الاختلاف في تفسير المبادئ الدينية سيولد باستمرار أحزابا سياسية ومنظمات متعددة”.